لا يختلف اثنان على الدور الرئيس الذي يضطلع به الأب في تكوين شخصيَّة أبنائه.. ومقولة: (الابن سرَّ أبيه)، تحمل الكثير من المعاني.. فكم من الصالحين أبناء صالحين حولنا، ومن الفاسدين أبناء فاسدين! على قياس ذلك، هناك قادة صالحون رفعوا مكانة أممهم عاليًا بين الأمم.. وخير مثال على ذلك الملك المؤسِّس عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- الذي بنى صرح المملكة العربيَّة السعوديَّة على أسس العقيدة السمحاء ومكارم الأخلاق.. وعلى نهجه وخطاه سار أنجاله الملوك، خدَّام الحرمين الشريفين.
في المقابل، هناك قادة يخطِّطون لحروب عالميّة، أمثال قائد جيوش الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وما برح أن غابت، وفقدت مستعمراتها لتنزوي في جزيرة حتَّى من هي في قارَّتهم لا يضيرهم ما حلَّ بها! من هؤلاء (القادة) جنرال إنكليزي يُدعى (باتريك ساندرز)، المعيَّن حديثًا في منصبه.. وقد نقلت عنه وكالات الأنباء ما مفاده مخاطبًا جنوده في أوَّل لقاء معهم بأنَّ عليهم البدء بالاستعداد لمواجهة روسيا في حرب (عالميَّة ثالثة) محتملة، تقديرًا منه أنَّ (الحرب الروسيَّة الأوكرانيَّة) قد زعزعت أسس الأمن العالمي! وأضاف بأنَّه تعهَّد بإعادة صياغة جيش قادر على هزيمة روسيا في المعركة!، وعلى القوَّات البريطانيَّة الشجاعة الاستعداد للقتال في أوروبَّا مرة أخرى! فيالسخر القدر، عندما يكون السلاح بأيدي مثل هذا الجنرال، لا غرابة أن يكونوا متعطِّشين لسفك المزيد من دماء الأوروبيًّين.. فلا يُستغرب ما صدر عنه، فدولته هي من أشعلت الحرب العالميَّة الأُولى لتقضي على حياة عشرة ملايين أوروبِّي... ثمَّ الحرب العالميَّة الثانية التي قضت على حياة أربعين مليون من الجنود والمواطنين الأبرياء.. وهي من زرعت في قلب العالم العربي دولة إسرائيل فوق التراب الفلسطيني، وأشعلت الحروب الإسرائيليَّة العربيَّة، وشرَّدت غالبيَّة الفلسطينيِّين بعد أن استولى الصهاينة على ممتلكاتهم.. تزامن ذلك مع أخبار تردُّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى كييف، العاصمة الأوكرانيَّة عدَّة مرَّات، وعقده اجتماعات مع الرئيس الأُوكراني لتقدير احتياجات أوكرانيا من المال والعتاد، لإطالة أمد الحرب وخلق فرص لتصريف ما في مستودعات بريطانيا من أسلحة، وتمويل إنتاج أسلحة جديدة مزوَّدة بأحدث وأرقي ما توصلَّت إليه تقنية صناعة السلاح وأدوات القتل والدمار... والمال عندهم أغلى من الأرواح.
ياجنرال، لا يصحُّ إلّا الصَّحيح.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
