هناك معضلة كبيرة دائماً ما تعيق تقدم شخص أو كيان ما، يفترض فيه تحقيق الكمال لتوافر سبل النجاح وأولوياته، ومع أنك حللت كل أسباب الفشل المحتملة، وقدمت كل الحلول الناجعة والممكنة، إلا أن النحس أو الظروف غير المؤاتية لا تزال تلازمه.
حسناً: ما الذي يحدث له، ما الذي يعيق تقدمه، ما الذي ينقصه؟!
أسئلة عديدة تجول بخاطرك دون إجابة شافية، لتنتهي معها إلى أن معضلة ذلك الشخص أو الكيان ماهي إلا (لعنة) حلت عليه وقلبت كل موازينه!
شخصياً أقف عاجزاً منذ عقدين عن تفسير سوء الطالع الذي يلازم (السكان الأصليين) في كل منحى من مناحي الحياة: سكان الأحياء القديمة، الموظف السعودي، اللاعب المحلي، المغردين المثقفين، التجار الوطنيين، حتى وصلت ليقين شبه تام بأن كل ما يحدث لهم (لعنة) منعت الخير والبركة عنهم وأهدتها للأجنبي!!
لعنة الأحياء القديمة: بدأت مع امتداد العمران للشمال بالمدن الساحلية، لهذا تتلخص معاناة الأحياء التي مر على انشائها 10 سنوات -كحي الصالحية بجدة- في تكبد سكانها لمشقة (خذ اليوتيرن وارجع) كلما أرادوا الخروج من الحي من الشرق للغرب، حيث تعطى الأفضلية على حسابهم لسكان الأحياء الحديثة، بفتح الطرق أمامهم دون تحويلات خرسانية، بينما يأخذ سكان الصالحية ثلاثة يوتيرنات على الأقل لقطع مسافة 3 كلم مما يعمق دوامتهم ويؤزم مشاويرهم!!
لعنة الموظف السعودي: بدأت منذ عقود بالقطاع الخاص، وكان لها ما يبررها قديماً لعدم توافر الكفاءات الوطنية، لكنها امتدت لسنوات عديدة، رغم الأعداد المهولة لشبابنا المؤهلين، لشبابنا المبتعثين الذين درسوا بأرقى الجامعات الخارجية، حيث لا تزال البطالة بينهم مرتفعه 11%، ولا يزال الأجانب يشغلون النسبة المقررة نظاماً للسعوديين 75%، ولا يزال المشرف الأجنبي يحمل مقصلة المادة 77 ويقطع أرزاق المواطنين!!
لعنة اللاعب المحلي الذي يتم تفضيل اللاعب الأجنبي عليه ولعبه أساسياً طوال المباراة حتى وإن كان في أسوأ مستوياته، لعنة المغردين المثقفين الذين لا يجدون رواجاً بمواقع التواصل مقابل إقبال المتابعين الشديد على غزل ورقص واستبلاه مشاهير الفلس، لعنة التجار الوطنيين الذين سرعان ما تنتهي أحلام أنشطتهم التجارية بالخسارة بعد تكتل لوبيات الموردين الأجانب والتضييق عليهم حتى إخراجهم من السوق واحتكاره على أبناء جلدتهم!!
(اللعنة) التي نعنيها هنا، والتي ألحقت الضرر بـ(السكان الأصليين) ليس المقصود منها -لا قدر الله- ما يتم إرجاؤه للأرواح الشريرة أو القوى الخارقة للطبيعة، وإنما ما قد ينتج من: تمائم السحر، العين، الحسد، حقد وكراهية البعض لكل ماهو وطني خاصة ممن أكلوا من خيرات هذا البلد وجحدوها، وكم نتمنى أن تحل اللعنة وترتد على صاحبها، ليحل بالمقابل الخير والبركة على أبناء البلد الأصليين، لنحتفل جميعاً وعما قريب بانطلاقة حقبة (لعنة السكان المستوطنين)!!