شُرفت بالمشاركة -ضيف شرف- في المؤتمر العلمي الدولي الخامس عشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين الذي عقد في مدينة القاهرة في الفترة 20-23 من يوليو 2022م، وكان بعنوان: (إعداد معلمي الموهوبين وتأهيلهم)، «رؤى ومقاربات»، كانت المشاركة تلبية لدعوة من الأخوين الكريمين الأستاذ الدكتور عاطف كنعان رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين والأستاذ الدكتور زهير غنيم الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم.. شرفت بإلقاء كلمة في حفل الافتتاح الرئيس وكانت بعنوان: «الموهبة في الحضارة الإسلامية»، ذكرت فيها أن الإبداع العلمي لم يكن حالة فريدة في حضارتنا المسلمة، بل كان سمة غالبة تقابل سمة التفوق الإيماني، فالموهوبون من علماء حضارتنا حققوا الكثير من الإنجازات في كثير من المجالات التي كانت من أهم أسباب تقدم الحياة البشرية، وما كان لهذه الأسماء الإسلامية الموهوبة أن تسجل حضورها في التاريخ الإنساني لولا أن هذه الأمة العظيمة كانت تحتضنهم منذ نعومة أظفارهم وتقف معهم وتشجعهم، فكان لها في ذلك الزمن ما أرادت من سبق وتطور.
شارك في المؤتمر الكثير من الجامعات ومؤسسات التعليم العام والعالي في الوطن العربي، من المملكة شاركت جامعات حائل وجازان والمجمعة والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.. وسعدت كثيراً بالأفكار الإبداعية التي شاركت بها بعض جامعاتنا وخاصة جامعة حائل وابتكار تقليص الزمن لتحليل العينات الطبية المأخوذة من المرضى.. كان محور المؤتمر يركز على المعلم الذي يشكل حجر الزاوية في العملية التعليمية، فمهمة اكتشاف وصقل المواهب تقع بالدرجة الأولى على عاتق المعلم، ومن ثم فإن الحرص على رفع مستوى تأهيله وتدريبه وتزويده بالخبرات والمعارف ذات مستوى رفيع في اكتشاف وصقل المواهب أمر حيوي.
فالطالب الموهوب هو الذي يتصف بالإبداع والتميز في أي ميدان من ميادين الحياة، وعادة يتمتع الطالب الموهوب بالذكاء الذي يتسم بالقدرة العقلية، إضافة إلى موهبة بارزة.. ولا شك في أنَّ الموهوبين يعتبرون ثروة الأمة، ومستقبلها وتفوقها إذا ما أحسن رعايتهم وتذليل الصعاب من أمامهم، ويحتاج الطلاب الموهوبون إلى معلمين مؤثرين يبتعدون عن التلقين، ويركزون على التطبيق العملي وإتاحة الفرصة لهم للتفكير الذاتي ومعرفة المحتوى.
تحدث الكثير من المختصين في الموهبة من عرب وأجانب، وعرضت خلال أيام المؤتمر الكثير من التجارب في رعاية واكتشاف وصقل الموهوبين في بعض الدول العربية منها تجربة المملكة العربية السعودية، وإمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وكذلك في دولة عمان ومصر.. كانت تجارب واعدة ورائعة وتبعث الأمل في عالم عربي موهوب يساهم في إسعاد وتقدم البشرية بإذن الله.