* نادي رياضي يوقع مع حارس مرمى مصري؛ بعقد يمتد لعدة سنوات باعتباره لاعباً حُرّاً يحق له التوقيع لأي فريق كان؛ وجاء التوقيع استناداً إلى تألقه مع منتخب بلاده في مباراتين أو ثلاث ضمن بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم الأخيرة التي أقيمت في الكاميرون خلال شهر فبراير الماضي!!
****
* ولكن عقب ذلك تفاجأت إدارة (ذلك النادي) بهجوم من جمهورها على مواقع التواصل الحديثة، رافضة فيه (ذلك الحارس)، ومطالبة بمن هو أفضل منه كُروياً، طبعاً استجابت الإدارة لضغوطاتهم، وفعلاً أبرمت اتفاقاً بملايين من الدولارات مع (حارس أجنبي آخر)، ينتمي لقارة أمريكا الجنوبية!!
****
* والصدمة هنا أن عقد (ذلك الحارس المصري) ملزم ونافذ، ولاسيما وأنه قد استلم مقدمه، ولذا حين تفاوض معه (النادي) لفسخه، على أن يكتفي بــ(الملايين من الجنيهات المصرية) التي استقرت في حسابه، رفض ويبدو أنه حتى الآن مصر وعازم على أخذ جميع رواتبه وحوافزه لكامل مدة العقد وسنواته!!
****
* هذه الحادثة ليست مشاهد من فيلم أو مسلسل كوميدي، ولم تقع في بلد فوضوي يفتقد للأنظمة الحاكمة، ولم يفعلها (أحد أندية الهواة)؛ فللأسف الشديد تلك المصيبة احتضنها (وطننا الغالي) الذي نفتخر بأنظمته الواضحة والحازمة والصارمة، والذي يتميز بالشفافية ومحاربة الفساد والهدر المالي، أما من بطل تلك الحكاية (فأحد أكبر الأندية السعودية) في دوري المحترفين لكرة القدم.
****
* وهنا صدقوني تلك الحكاية المؤلمة والحزينة معها وسبقها غيرها ومن أندية أخرى، وربما يلحقها أُخريات، لتتبقى ملفات (معظم أنديتنا الكبرى) غارقة في الديون التي اشتكت منها اللجان القضائية المحلية ومحاكم الفيفا الدولية، نعم سيتواصل هذا الهدر المالي في وقت تُنادي فيه رؤية المملكة 2030م بمحاربة الفساد وترشيد المصروفات، بالتأكيد سيستمر هذا العبث ما لم تتدخل (هيئة الرقابة ومكافحة الفساد)، وتُكثف من زياراتها لـ(الأندية)، لتراقب مصروفاتها أياً كان مصدرها؛ وتعاقب المتجاوزين؛ فهل تتحرك العزيزة (نزاهة)، هذا ما ننتظره عاجلاً!!