لا يرى الإنسان الحقيقة إلاّ عندما يُبصر النور، في الظلام لن ترى سوى الظلام أو الخيال، لا حقيقة ستراها أبداً.. وهذا الأمر ينسحب على كل مناحي حياتنا اليومية، أحياناً نستمر في السير بطريق؛ مُغمضي أعيننا عن رؤية أن الاتجاه خاطئ، لأن المكابرة والهوى لهما بالغ الأثر في صناعة الظلام وإغراقنا فيه، ولن نكتشف هذا الأمر إلاّ بعد أن نتجرَّد من كل عوامل الضغط التي صنعت لنا كل هذا.
وأحياناً، قد يعلم الإنسان النهاية، والمآل والمصير والحتمية، ويُدرك أن الفشل هو الحقيقة الثابتة أخيراً، لكنه يستمر، لأنه لا يملك خياراً آخر، التوقف موت، والمحاولة أمل، حتى لو كان أملاً مُستحيلاً، هو فُرصة يجب التمسك بها.
وقد تجد فُرصة لتحيا، وتجتهد فيها، وتصنع الكثير من أجل استدامة هذه الفرصة ونجاحها، وتفشل.. هكذا وبكل بساطة، رغم أنك كنت ترى النهاية جميلة، والبداية أجمل، وعملت تحت النور، ولكن هناك أشياء تحدث لا تفسير لها سوى «لم يكتبها الله لك».
وفي يوم كان اليأس يعتصر قلبك، وروحك يخنقها التعب، وأنت تتداعى للانهيار، فجأة وبلا مُقدمات، تنجح في مُستحيلٍ كنتَ تخوضه، وتتيسَّر الأمور، وتُزاح العوائق، وترى النور بعد الظلام، لا لبطولةٍ منك، بل توفيقٌ من الله، ودعوة أم؛ ترى فيك كل أحلامها.
أخيراً..
يجب أن نستمر في الركض بهذه الحياة حتى النهاية، انتصاراتنا وهزائمنا جميعها؛ تفاصيل السعادة التي سنحكيها لأطفالنا لاحقاً.