الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا قبل أكثر من عشر سنوات، شهدت نزوحاً غير مسبوق إلى العالم قُدِّر عددُه بثلاثة عشر مليون نازح، عجزت دول أوروبا مجتمعة عن استقبال مائة ألف منهم واكتفت بـ35 ألفاً مع شروط تعجيزية لقبولهم، في الوقت الذي استوعبت تركيا وحدها ما يربو عن أربعة ملايين نازح.
وشهد اليمن وسوريا وليبيا والعراق ولبنان وفلسطين نزوحاً غير مسبوق خلال العقود الماضية لأسباب مختلفة، منها الانقسامات السياسية في الداخل والهروب من النزاعات القتالية والعنف والبطالة وغيرها من الأسباب، وقد سجلت المملكة العربية السعودية قدوم أعداد كبيرة من النازحين أو اللاجئين واستضافت بعضهم من العراق ولم تُعدهم إلّا بعد استقرار الوضع هناك. واستقبلت السعودية 2.5 مليون من الأشقاء السوريين، ولديها من السابق 450 ألفاً من الأشقاء في فلسطين وما يربو عن مليون لاجئ صومالي، وثلاثة ملايين من الأشقاء اليمنيين فضلاً عن أعداد العاملين لديها ممن وفدوا بحثاً عن فرص عمل في السعودية، منهم ثلاثة ملايين عامل من مصر وأربعة ملايين من باقي الدول العربية، هذا عدا اللاجئين من بورما المقدَّر عددهم بمليوني بورمي، استوعبت مكة 600 ألف منهم والبقية موزعون على كافة مناطق المملكة، وقد تمت تسوية أوضاع العديد منهم، في الوقت الذي تُوجَّه فيه للمملكة بعض التهم بأن المملكة لم تخدم الإسلام والمسلمين!! ومن الجدير بالذكر لم تشكُ المملكة أو تتذمر عن استيعاب الملايين التي لديها، إلا أن إمام وخطيب مسجد التقوى بالأردن هو الذي أراد أن يرد على التهم الموجهة للدولة التي خدمت الإسلام والمسلمين عبر العقود الماضية وتحت إشرافها المئات من المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا والدول الإسلامية والعربية، فضلاً عن دعمها للاجئين في دول أخرى كلبنان والأردن وتركيا وغزة، كما تدعم اقتصادات دول عديدة إسلامية وعربية، هذا عدا المساعدات الإغاثية العالمية التي خدمت الإنسانية دون النظر إلى انتماءاتهم أو أعراقهم.. (للحديث بقية).