تقول الحكاية المعبرة: إن رجلاً فاضلاً زوّج ابنته بريال واحد، لكن الزوج بعد فترة أصبح يمازح زوجته بقوله: «أنتِ قيمتك بقيمة علبة بيبسي»، ولأنه زودها كثير «شردت الحرمة» وأبلغت أبويها بإهانته الدائمة لها، وعندما حضر الزوج لأخذها اشترط الأب أن يحضر والده وأعمامه الذين رافقوه أثناء الخطبة، وحين اجتمع الرجال أحضر الأب ثلاث علب بيبسي، وقال للزوج: لقد زوجتك ابنتي بعلبة بيبسي كما تقول وإليك ثلاث علب وطلقها، حينها لام القرائب الزوج، ووضعوا بين يدي أبو الزوجة ضعف المهر مقابل عودتها!
يكثر بالعطلة الصيفية، الزواج المختصر أو العائلي (المتوارث من أزمة كورونا) لدرجة أنك قد تتفاجأ كل يومين بسنابة زفاف أعز المعارف أو الأصدقاء وهو يرقص مع قلة من أقربائه على إيقاع العرضة أو الشيلة، وأنت (مبهبه) وفي حيرة من أمرك: يا ولد هذا صاحـبنا وإلا واحد ثاني يشبهه؟!
هنا تتجلى حكمة أهل العروسين، في إحياء حفل زواج مختصر لا يتجاوز المدعوين فيه أصابع اليدين من كل عائلة، ولا تتجاوز الذبائح خمسة خرفان، واستراحة أقل من عادية تقبع بأطراف المدينة، وفرقة شعبية مبتدئة غالباً تأتي من باب المجاملة والدعاية، وهذا كله مراعاة لغلاء المعيشة، ودعماً لذلك الشاب اليانع الذي يرجون له الوفاء بديونه المعقولة سريعاً ومن ثم الوقوف على رجليه والبدء بتحقيق أحلامه بامتلاك سكن يؤمن له ولعائلته الحياة الكريمة.
ليس سهلاً على أهل العروسين اختصار المدعوين بالحفلة لأنهم سيكونوا بمرمى سهام التشره والقطيعة إذا التقطت عدسة السناب أحد المعازيم يتميلح من خارج العائلة، ليس سهلاً على العروسة الاستهانة بفرحة عمرها للدرجة التي يضطر معها أهلها لمنح خصم 75% لتكلفة زواجها وكأنها سلعة شارفت صلاحيتها على الانتهاء، ليس سهلاً على والد الزوجة أن يقبل تزويج ابنته وفلذة كبده بهذه الحفلة الرخيصة إلا لأنه يدور الستر والعفاف ويكفيه في داخله أنه (اشترى رجال).
الخوف كل الخوف: أن لا يقدر الزوج تضحيات أهل العروسة حين قبلوا تخفيض المهر وتكاليف الزواج عبر حفلة مختصرة فيسترخصها بعد قضاء حاجته، الخوف كل الخوف: أن لا يتمالك الزوج غضبه أمام استفزازات الزوجة المُخببة وهي تبحث عن الحرية والاستقلالية خاصة وأنه لم يخسر كثيراً فيطلقها، الخوف كل الخوف: أن ترتفع نسب الطلاق بمجتمعنا والبالغة بآخر إحصائية 7 حالات بالساعة و168 حالة باليوم لأضعاف مضاعفة بالعام الجديد.
عيب الزواج المختصر: أننا سنسمع كثيراً حكاية عصرية تقول: إن رجلاً زوّج ابنته بمهر قليل وحفلة متواضعة، لكن الزوج بعد فترة مازح زوجته بقوله: «أنتِ عرسك كله ما كلفني وليمة عقيقة»، ولأنه زودها كثير «شردت الحرمة» وأبلغت أبويها بإهانته الدائمة لها، وعندما حضر الزوج لأخذها، طلعت له (حماته) متجهمة والشر يقدح من عيونها: أقولك تطلقها وأنت رجال وإلا خلعتك ورمت بوجهك حفنة المهر إللي ذليتنا بها!
عيب الزواج المختصر: أن العلاقة الزوجية فيه أشبه بالسنابة سرعان ما تنتهي بالطلاق بعد عرضها، عيب الزواج المختصر: أن الطلاق يقع وقضايا الحضانة والنفقة دائرة بالمحاكم حول الطفل، وصاحبك باقي ماخذ على خاطره ويتشره؛ (عيب.. ما عزمتني على زواج الولد)!!