.. حضرت أحد المجالس
وكان مزيجًا من النخبويين والبسطاء..
تتبعت حواراتهم ونقاشاتهم
قليل منها عن الحال والأحوال
وكثيرها في سير الناس..
وهذا مع الأسف مما يلفت
في بعض المجالس وحتى الحوارات الفردية..!!
****
.. تكلم أحدهم عن أحد علمائنا الأجلاء
كان حديثه شخصيًا صرفًا
والبقية وخصوصًا البسطاء
لم يقصروا في نهش لحمه وعظمه ودسمه
وجعلوه ككرة لهب يتقاذفونها فيما بينهم..
سألت أكثرهم عن منهج الشيخ العلمي
فوجدتهم أجهل من طفل
فقط هم سمعوا وقالوا...!!
****
.. هؤلاء يستمدون معلوماتهم
من رسائل الواتساب
والتي أحيانًا تكون مدسوسة
ومغلفة بفكر إخواني موجه..
وهذه مشكلة عندما نجد البسطاء
يتشكل رأيهم العام من مثل هذه الأفكار
ثم يجدون من يمدهم في غوايات جهلهم
بدلاً من تنويرهم...!!
****
.. وحين قام فينا ذلك «الدعوي»
خطيبًا ناصحًا ومحذرًا من الغيبة والنميمة
ومستشهدًا بالحديث
«إن كان فيه فقد اغتبته
وإن لم يكن فيه فقد بهته»
سألته عن حقيقة ما دار
وموقعه من دلالات الحديث..؟!!
****
.. إنها المنهجية الإخوانية
النقائض ما بين الشعارات والأفعال
لكن (الإخوان) كانوا يتجاهلون الأفكار
ويذهبون إلى الشخصيات عمدًا
بهدف التقليل من الآخر
لخلق قناعات بما يقولون
وخلف كل ذلك أيدولوجيا خفية..
أما هؤلاء البسطاء
فليس خلفهم إلا جهالة عقل وفكر...!!
****
.. مثل هؤلاء البسطاء
يمكن استغلالهم على أنهم وحدهم على الطريق المستقيم
وأن الآخرين ممن يخالفونهم على غواية
وعليهم واجب تصحيح غواياتهم...!!
****
.. أخيرًا...
نقد الأفكار بدلا من الأشخاص قضية وعي
وتحكيم العقل فيما نسمع أو نقرأ قضية منهج راشد..
فالتأصيل الديني اهتم (بالتأمل) و(التدبر)
بدلا من الانجراف الأعمى....!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
