في نهاية كل عام دراسي يبحث الناس عن أماكن يرتادونها من أجل تجديد طاقاتهم وتمضية أجمل اللحظات مع من يحبون من أفراد الأسرة والأصدقاء، ونحن اليوم في بداية عام هجري جديد هل نعي أهمية التخطيط لعام جديد سواء كان عامًا هجريًا أو ميلاديًا؟ أم مازال بيننا من لا يهتم بكتابة خططه ومواعيد التنفيذ وسبل تحقيقها والعمل على إيجاد التوازن في أمور حياته بين كافة متطلبات الحياة السعيدة!.
التوازن مطلب ضروري بين الجوانب الروحية والصحية والعقلية والنفسية والمالية والتطوعية والاجتماعية والترفيهية.. لا يمكن أن نغفل جانب عن الآخر وإلا حدث ما لا يحمد عقباه من توتر وضياع لكثير من الفرص وسبل السعادة الحقيقية.. هناك من يضيع وقته كله في جانب واحد ويستغرق فيه حتى ينسى كل شؤون حياته ومن بعدها يتذمر بأنه لا يمتلك وقتًا لأمور حياته المتنوعة. أنت من تقرر كيف يكون يومك وأسبوعك وشهرك وعامك وهذا درب طويل لا يعرفه الا الناجحون المتميزون.. لن نستغرب اطلاقًا من ان قصص النجاح تسطر بأسماء أشخاص عرفوا الطريق الصحيح ليسلكوه وكانوا دومًا ملهمين لمن يحيطون بهم ليكونوا أيضًا من الرواد الناجحين.
التقيت في حياتي الشخصية والمهنية الكثير من الشخصيات المتميزة في كل المجالات عرفتهم عن قرب وتحدثت إليهم وعرفت كيف يفكرون وكيف يخططون وكيف يتقنون ما خططوا وكتبوا وتحقيق رؤيتهم المستقبلية لتكون حاضرة أمامهم وأمام العالم. ما أجمل أن تعرف هدفك في هذه الحياة وما هو شغفك الحقيقي وما هي الغاية من وجودك وتعمل بكل ما أوتيت من مهارات وقدرات لتكون شريكًا حقيقيًا في عمارة الأرض وتحقيق معايير التنمية المستدامة.
المبدعون والموهوبون والمتألقون في سماء الإبداع هم بشر مثلنا ولكنهم استثمروا قدراتهم وذكاءهم بطريقة ترتقي بهم لمصاف المتميزين لم يضيعوا أوقاتهم في التفاهات والسخافات ولا في المتع الوقتية والملهيات التي لا طائل منها وتضر أكثر مما تنفع.
لدي إيمان عميق بأن القيم الأخلاقية التي تنادي بها كل الأديان والأعراف والفطرة السليمة هي المخرج الحقيقي من كل حالات الضياع التي يعيشها العالم اليوم وخاصة الشباب.. نعم نحن بحاجة ماسة لإحياء منظومة القيم الأخلاقية السامية وإحياء الالتزام بالقدوة الحقيقية للبشرية نبي الهدى والسلام والمحبة خاتم الأنبياء والمرسبين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
القدوة الملهمة مهمة في حياتنا وإن بحثنا في أعماقنا سنجد الكثير من الخير الذي تهواه أرواحنا وتبتغيه المهم أن نترفع عن كل الرذائل وسبل الشيطان فكيد الشيطان سيظل ضعيفًا كلما كنا أكثر قربًا من خالقنا جل في علاه. المسلسلات التي تتحدث عن الخيال العلمي تستهويني وأتابعها بشغف واستخلص منها دروسًا وعبر بروح إيمانية عميقة تقول لي دائمًا: إن لهذا الكون خالق عظيم مدبر لكل أموره ولولا رحمته بنا لهلك كل من على هذه الأرض ولكان فناء الكون متحققًا لا محالة.. كل الحوارات الفكرية والعقدية التي تحدث بين أبطال المسلسلات ترشدهم في النهاية إلى أن الكون الفسيح له رب عظيم فسبحانك ربي ما أعظمك.. اللهم ألهمنا رشدنا وحقق لنا سبل التوازن في حياتنا كلها وكن معنا وحقق لنا أحلامنا واكفنا شر أنفسنا وشر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ونستودعك اللهم ديننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا وهيئ لنا أسباب الحياة السعيدة.