أرسل المولي عز وجل أنبياءه ورسله لهداية الناس وإرشادهم بالسير اليه سبحانه وتعالى بعد أن غفلوا عن التوحيد الذي خُلِقَ عليه نبي الله آدم عليه السلام.. والقاعدة التي يقررها القرآن الكريم هاهنا أنه لم تخل أمة من الأمم من الأنبياء والرسل، وذلك كي لا يكون للناس حجة يوم القيامة، قال تعالى: «رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيما».. وقال تعالى: «إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من أُمةٍ إلا خلا فيها نذير».
كان إدريس عليه السلام أول نبي بعث في الأرض بعد آدم عليه السلام، وبعده رسول الله نوح عليه السلام، وقد ذكر القرآن كبار الرسل عليهم السلام مثل: هود وصالح وإبراهيم ويوسف وموسى وعيسى وداوود وغيرهم وأغفل رسلا آخرين، قال تعالى: «ولقد أرسلنا رُسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك».. كما فضل الله -تعالى- أولي العزم من الرسل، وهم: «محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح»، عليهم الصلاة والسلام.. وتفضيلهم بما أتاهم الله من الوسائل وأعطاهم من الفضائل، ففضل موسى عليه السلام بكلامه، وفضل نوحاً بأن جعله أول رسول للناس، وإبراهيم عليه السلام بأنه خليل الله، وعيسى عليه السلام كلمه الله، وفضل محمد صلي الله عليه وسلم بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
واليوم يؤمن أكثر من ثلث سكان الأرض بالديانات السماوية الثلاث: اليهودية ديانة نبي الله موسي عليه السلام، إذ يبلغ عدد المؤمنين بها 0.2% من سكان العالم تقريباً، والمسيحية التي تعتبر أكبر ديانة منتشرة في العالم حالياً بنسبة 32% من سكان العالم، ورسول هذه الطائفة نبي الله عيسى عليه السلام، والإسلام الذي يحتل المرتبة الثانية بين الديانات الأكبر في العالم؛ حيث تصل نسبة المنتمين له إلى 20.28% من سكان العالم، وعلى الرغم من ذلك يعتبر الإسلام من أسرع الديانات انتشاراً في وقتنا الحاضر حيث أرسل الله آخر أنبيائه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالإسلام بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً مبينا.. ولا يوجد مكان في العالم يخلو من أي من أتباع هذه الديانات السماوية الثلاث التي اتفقت في أصولها في الإيمان بالله وتوحيده قبل أن يقع التحريف في اليهودية والنصرانية، واختلفت في الشرائع، إذ جعل الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتمًا للأنبياء والرسل وجعل شريعته للثقلين الجن والإنس، وما نراه اليوم ونسمعه من مستقبل الإسلام وسرعة انتشاره يدل على أنه الموافق للفطرة وشريعته هي التي تحقق للبشرية السعادة والسلام.
قال تعالى في سورة آل عمران الآية 19: «إن الدينَ عندَ اللهَ الإسلام».