قبل أيام وصلتني رسالة من صديق وجيه في قومه، يتصل عليه أُناس ليلاً ونهاراً يطلبون منه الشفاعة والواسطة بهذه الوظيفة وتلك.
وصديقي هذا مع كثرة الضغوطات التي تأتيه يحاول أن يشرح لأهله وأقاربه وعشيرته أن الأمور الآن لا تُدار بالواسطة بقدر ما تُدار بالتقنية ولكن بعض قومه لا يستوعبون هذا الكلام فيلقون عليه بالعتاب في كل مرة يقابلونه فيها.
هذا الصديق أرسل لي رسالة يطلب مني نشرها حتى يرفع الحرج بينه وبين أولئك الذين يضغطون عليه من أجل تفعيل الواسطة وهو يعتذر منهم بأنه لا يستطيع فعل شيء.
أما رسالته فهي جاءت على النحو التالي:
(يسعى كل منا للبحث عن مصلحة ابنه أو ابنته واختيار الوظيفة الملائمة لهما، ويطرق الأبواب ويعمل جاهداً..
والآن مع التطور والتقدم التقني أصبحت أنظمة التقديم إلكترونياً عن طريق تسجيل البيانات عبر المنصات الخاصة بالوظائف، والتي تستقبل الطلبات من خلال الأعداد المتقدمة وتتعامل معها حسب الاحتياج، وهذا بلا شك محقق للعدالة الوظيفية ومتفادياً للوقوع في أي واسطة وإحراج للمسؤول عن طريق رسائل الواتس أب، أو أي طريقة تؤدي للوقوع في الفساد التي تكون عواقبه وخيمة.
جميعنا يعلم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتحقيق العدالة بين المواطنين وعدم استغلال النفوذ الوظيفي للمسؤول من أجل مصالحه الشخصية وعلى رأسها هيئة مكافحة الفساد التي تعمل على تحقيق العدالة وضبط التجاوزات في هذا الجانب).
حسناً ماذا بقي؟!!
بقي القول: ياقوم يا من تطلبون الشفاعات والواسطات لعلكم تعيدون النظر لأن الأمور الآن تُدار عبر الأنظمة والمنصات وليست عبر الواسطات والشفاعات.