ظهر دكتور مُتخصص في السياسة بلقاء على اليوتيوب مُدته ثلاث ساعات، تحدّث خلاله طويلاً وكثيراً وأسهب في أمور وتفاصيل جداً بعيدة..
كُنت وكالعادة بحكم العمل، مُسافراً..
فاستمعت للقاء..
كم جزءًا ينتمي من السعودية للخليج؟
يرد المذيع «ولا شي»!!
بكل برود كانت الجغرافيا «ولا شي» في نظر الطرفين فقط لأنها ليست كبيرة!
العلاقات والارتباط الاجتماعي «ولا شي»
المُذيع يستغرب ارتباطنا بالخليج خاصة أنه «بس النفط» يجمعنا!
لقاء جداً غريب.. قدّم لُغة لم أتوقع سماعها في هذا التوقيت!
لم نرتبط بالخليج إلاّ بسبب نفط فقط!
لا يجمعنا مع الخليج سوى النفط! وغداً لا يجمعنا مع العرب سوى اللغة! فتتوالى الاستثناءات حتى تصل لنقطة تفصيل الهوية الجمعية للمجتمع..
في كُل التقلبات السياسية التي عاشتها السعودية عبر مراحل تأسيسها كان للخليج تأثير، وعلاقات سياسية واجتماعية واقتصادية كُبرى، وللأحساء كواجهة سعودية تُمثل هذا الارتباط تاريخ كبير، وهجرات الكثير من العوائل نحو الخليج للعمل في الغوص وتجارة اللؤلؤ أو ركوب البحر متجهين نحو الهند مُتكئين على عُمق خليجي هو حاضن لهم ولما سيأتون بِه من هناك..
تهميش جُزء من الوطن وجعله «ولا شي» خطأ كبير، الأُمة العظيمة لا تستثني التفاصيل أبداً، والسعودية ارتباطها بالخليج لم يُغيّر من حقيقة أنها قلب الجزيرة قائدة الأُمتين العربية والإسلامية..
اللقاء فيه عدد من المُغالطات خاصة في جانب الهوية والانتماء، وكأننا لم نكن ننتمي لهذه الأرض ولا نملك ولاءً لها!
آباؤنا وأجدادنا قدّموا الكثير من التضحيات من أجل حماية هذا الوطن ومُقدراته، وهم من أورثنا الوفاء والولاء له، أحببنا بلادنا قبل النفط، ونعتز ونفخر بكل جزءٍ منه..