كثيرون تصنعهم الألفاظ والمدائح، وتخلدهم في التاريخ تنميقات الكتاب، وتزويقات الشعراء، ولكن العظماء الحقيقيين هم الذين يجري الكتاب والشعراء وراء مآثرهم، ويستلهمون المعاني من بديع فيعالهم، لأنها أبلغ من كل ما يقولون! وصدق الشاعر إذ يقول:
لولا الكرام وما سنوه من كرمٍ
لم يدرِ قائلُ شعرٍ كيف يمتدحُ
ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- من هذا النمط الفريد من الرجال الذي تنطق أفعاله قبل أقواله، والذي يحار الواصف فيه كيف يقول؟
بيد أني أستحضر وأسترجع في ذهني مآثره في خدمة اقتصاد المملكة كراعي لرؤية المملكة 2030؛ ففي تقرير نشر تم اعداده من قبل وحدة البحوث في مجلة الإيكونمست الأسبوعية اللندنية واسعة الانتشار، بعنوان: «السعودية الاقتصاد الأسرع نمواً بين الاقتصادات الكبرى».. يقول التقرير: إن المملكة ستكون أسرع الاقتصادات الرئيسة نمواً في العالم في عام 2022م، متفوقة في أدائها على الاقتصادات الآسيوية العملاقة مثل الصين والهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية، فضلاً عن مجموعة الدول الصناعية السبع المتعثرة وغيرها من الاقتصادات الناشئة الرئيسة.. وأشاد التقرير بالسياسة الحكيمة التي مكنت المملكة من التعافي من الركود الناجم عن الوباء في عام 2020م، وحصدت ثمار سياستها الحكيمة في قيادتها للحراك الاقتصادي والجيوسياسي في قطاع الطاقة وارتفاع أسعارها عالمياً مع زيادة الإنتاج.. ومن نتيجة ذلك تحرك الأساسيات الاقتصادية في الاتجاه الصحيح مع عودة ميزان الميزانية إلى المنطقة الإيجابية وتقلص الدين العام في عام 2022م، بينما يتم احتواء التضخم في الأسعار بشكل جيد.
ومن المحتمل -حسب التقرير- أن يحافظ الاقتصاد السعودي على زخم النمو لما بعد عام 2022م مدعوماً بإصلاحات محفزة لقطاع الأعمال والتي بدورها ستساعد على تسهيل جذب مستويات أعلى من الاستثمار المحلي والأجنبي في قطاعي الطاقة والقطاعات غير النفطية..
وهكذا هم قادة المملكة بحر يجود عليها وشمس تنير ظلماتها، فأيُّ غرابة أو عَجب أن نرى ونلمس ونشاهد موقع بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بين الأمم المتقدمة، حمى الله المملكة وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه.