في أنظمة ولوائح العمل، وفي محاولة جادة لخلق الاستقرار والأمان الوظيفي، إذا قامت المنشأة بفسخ عقد العمل بإرادتها المنفردة ودون سبب مشروع خلال مدة سريانه، فإنها تكون ملزمة بتعويض الموظف تعويضاً مادياً يعادل بقية رواتبه حتى نهاية العقد إذا كان محدد المدة، ونصف راتبه عن كل سنة من سنوات الخدمة إذا كان العقد غير محدد المدة، (ما لم ينص العقد على تعويض آخر)، وذلك دون الإخلال بحقه في (مكافأة نهاية الخدمة).
في العلاقة الزوجية بزمننا، تلعب الزوجة دور المنشأة التجارية، كونها الجانب الأقوى بما لها من سلطة وكلمة مسموعة، فيما يلعب الزوج دور الموظف البسيط المغلوب على أمره، الذي يكد ليل نهار لحساب الزوجة والأبناء، سعياً وراء لقمة عيشهم، واحتياجاتهم، وكمالياتهم، ومع ذلك كله تجده دائماً يفتقر للأمان الأسري، ويضع يده على قلبه مخافة فسخ نكاحه!
صحيح أن العصمة بيد الرجل، صحيح أن القوامة للرجل، صحيح أن وصف (رب الأسرة) لا يليق أبداً إلا بالرجل، لكن هذا الموظف البائس لا يزال يجلس على كرسيه، يمارس مهامه الوظيفية، ويتحمل المسؤولية، ومع هذا منزوع الصلاحية، ومحروم من التقدير والتكريم، وبشق الأنفس يحصل على يوم راحة، وعشرة أيام إجازة سنوية!!
لهذا اقترح لمواجهة ظاهرة الطلاق بمجتمعنا، بعدما بلغت 7 حالات بالساعة و168 حالة باليوم، غالبيتها خلع، أن تقوم المرأة حين تنوي فسخ النكاح بإرادتها المنفردة دون سبب مشروع، بإعادة المهر كاملاً، إلى جانب دفع نصف المهر تحت بند؛ (مكافأة نهاية العشرة)!
نعم اتفق مع من يقول بأن المادة 77 من نظام العمل والتي تصرف تزامناً مع (مكافأة نهاية الخدمة) لم تنجح في وقف نزيف فسخ عقود السعوديين بالقطاع الخاص، وربما شجعت على تسريحهم أكثر، إلا أن هذا يعود لكونها جهات تجارية لديها كفاءة مالية، أما المرأة إذا اضطرت لإعادة المهر للرجل مع (مكافأة نهاية العشرة) فسوف تفكر ألف مرة قبل أن تخلعه!
كما أقترح لمواجهة موضة الخلع الرائجة والتي تطلب فيها المرأة فسخ النكاح دون سبب (ودون أي ذنب للرجل) استبدال كلمة (خلع) بـ(فصل) ليطلق على الرجل الذي تم تسريحه بـ(منفصل) بدلا من (مخلوع) تقديراً لتضحياته ومراعاة لمشاعره وكي لا تشوه سمعته ويقطع نصيبه من الزواج بأخرى!!
هذا المقترح الغريب والمنطقي معاً، متى طبق سوف يقضي تدريجياً على آفة الطلاق التي انهكت مجتمعنا، وسوف يكسر تابو كبرياء المرأة، ويعيد للرجل هيبته، كيف لا وهو يقدم مهر الزوجة الأولى التي خلعته -بعد استرداده- مهراً لزوجته المصون الجديدة، كيف لا وهو يأخذ بيدها وقد حزموا حقائبهم لقضاء شهر العسل بماليزيا أو دبي أو جورجيا محفولين مكفولين على حساب ست الحسن والدلال التي أودعت للتو طائعة مختارة (مكافأة نهاية العشرة)!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
