Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سلامة الأسفار

عدنان هوساوي

A A
بعض الأسفار تحمل لنا من المفاجآت غير السارة ما لم نكن نتوقعها، خاتمة الظروف والمواقف التي تظهر وتنشأ معنا فجأة بشكل عرضي دون أن يكون لنا يد في نشأتها وظهورها، يترتب على ذلك صدور بعض التصرفات والسلوكيات التي تجعلنا في توتر وقلق دائم، مما يفقدنا بعضاً من لذة السفر ومتعة الرحلة، الوضع الأمني للبلاد التي نسافر إليها على سبيل المثال، الحالة النفسية المهيمنة على الشعب الذي نتعامل معه هناك، المتغيرات الطبيعية للطقس السيئ الذي له أثر مباشر على الأجواء وبالتالي سينعكس تأثيره علينا نحن أيضاً، وأخيراً الأخبار المؤلمة والصادمة التي تنتظرنا إبان رحلة العودة، لأننا لم نولِ تلك الأخبار حقها من الاهتمام قبل السفر، ولم نهيئ أنفسنا لكافة الاحتمالات المرتقبة والممكن حدوثها، والناتجة عن عدم اتخاذ أي قرار بشأنها سلفاً، إذا ما استثنينا من رحلاتنا الخارجية تلك المنغصات آنفة الذكر، يبقى السفر في أصله ممتعاً بشتى صوره، ودافعاً ومحركاً لإدخال البهجة والسرور على النفس، وباعثاً أيضاً لتغيير الحالة النفسية إلى الأفضل، هذه حقيقة لا جدال فيها.

قبل يوم من الآن عدت بصحبة عائلتي إلى أرض الوطن، بعد رحلة سفر لأحد الدول غير العربية والمشهورة باجتذاب السياح إليها، كانت رحلة ممتعة في مجملها وجميلة إلى حدٍ كبير، حافلة بالامتيازات والجوانب الإيجابية، وافرة بكل أنواع المتع التي يقصدها ويرجوها كل مسافر، لولا بعض الأخبار المزعحة التي عكرت صفوها مع الفصل الأخير للجدول الزمني للرحلة، على كثرة ما فيها من متع، تتمة هذه المتعة كانت مع حزم أمتعة السفر، قاصدًا العودة، وحزمة من الأشواق تدفعني كطير شق أمواج السحب تجذبه اللهفة نحو عشه.

أخيراً..

للسفر متعة قد لا تضاهيها متعة أخرى سوى العودة سالمًا معافى إلى أرض الوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store