* خلال (عشرة أيام ولمدة 500 ساعة)؛ عشتُ تجربة فريدة مع نخبة رائعة، يتسابق أفرادها في منح أوقاتهم وجهودهم لخدمة مجتمعهم ووطنهم؛ فمن خلال سِيَرهم العطرة، وجدتُ أنهم مهتمون بتقديم برامج ومبادرات تطوعية وخيرية؛ من خلال جمعيات خيرية وفرق تطوعية، وأحيانا ذاتية.
*****
* (أولئك الرائعون) لم يكتفوا بعطاءاتهم تلك، بل بحثوا عن المزيد من الأهداف النبيلة في هذا الإطار؛ حيث يسعون في نشر ثقافة التطوع، وتطوير وتمكين المتطوعين؛ وذلك من خلال التحاقهم بدورة نوعية ومتخصصة في هذا الميدان، هي الثالثة في مسارها على مستوى المملكة، وهي التي جاءت تحت عنوان: (تدريب المدربين لتمكين المتطوعين).
*****
* تلك المجموعة النخبوية تمثل الصورة الإيجابية لـ(المجتمع السعودي الطيب) الذي أثبتت جائحة كورونا، وما سبقها من أزمات السيول، وغيرها حرصه على استثمار وقته للخدمات الإنسانية، فجهوده الإغاثية ومبادراته التطوعية أسهمت مع الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ في نجاح التعامل مع تحديات تلك الأزمات.
*****
* أولئك المبادرون من رجال الوطن ونسائه هم الوجه الحقيقي والطاهر لـ(العامة ومعظم مجتمعنا السعودي)؛ لكن هذه الصورة النقية غائبة عن كثير من مؤسساتنا الإعلامية، ومواقع تواصلنا التي في غالبها؛ حصرته في تلك الفئة الفوضوية الذي تهدر أوقاتها في متابعة (التريندات)، ومطارة أولئك المشاهير الذين لا يحملون رسالة أو قضية؛ وهذا -للأسف الشديد- ما انتقل إلى العالم الخارجي.
*****
* فما أرجوه أن يلتفت (المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي) إلى هذه المشكلة، وأن يعمل على سد الفجوة الواضحة بين إعلامنا «التقليدي والرقمي» وقطاعنا الثالث، وذلك من خلال عقد الشراكات مع المؤسسات الإعلامية، وكذا إقامة دورات تدريبية في مختلف فنون الإعلام وصناعة المحتوى (تحريراً وإخراجاً)؛ لتطوير قدرات منسوبي إدارات الإعلام في الجمعيات الخيرية، وكذا خلق متطوعين متمكنين في هذا المجال.
*****
* أخيراً وبالعودة لبرنامج (تدريب المدربين لتمكين المتطوعين)، فقد تميَّز بعمق وجودة محاوره وموضوعاته وتفاصيله، وقبل ذلك بتميُّز مُدرِّبيه الدكتور عبدالرحمن العلياني، والدكتور عادل الحسناني في علمهما الوفير وثقافتهما الواسعة، وأساليب تدريبهما المبتكرة والإبداعية، إضافة لإخلاصهما وسمو أخلاقهما؛ فشكرا لهما، وللفريق المساعد الأستاذين أحمد البدراني، ومحمد القش، والأستاذة وفاء، والشكر كذلك لـ(جمعيتي عطاء ومراكز الأحياء بالمدينة المنورة) اللتين ساهمتا في تنفيذ البرنامج، ولـ(بنك الجزيرة) الداعم له، وهذه دعوة لتعميمه ليصل للمناطق والمحافظات كافة؛ فهو خطوة رائعة في مأسسة العمل التطوعي وتعزيز حضوره.