* صراعات وحروب ودماء تنزف وأرواح بريئة تُزهق، وربما كان ذلك لاختلاف انتماءات أو نزاع حول مرعى ماشية أو بئر ماء أو أيام السُّقـيا منها، وهناك الغُزاة وقُطاع الطرق الذين لا يسلم منهم المسافرون حتى ولو كانت وجهتهم الديار المقدسة طلباً لأداء الحج، أما من يسلم من تلك الأزمات فقد تتخطّفه الأمراض العابرة قبل المزمنة والمُعدية، أيضاً ذلك المجتمع كانت محاصراً بالفقر حدّ الجوع، والجهل حتى تصديق الخرافات، وانعدام أبسط مقومات الحياة.
*****
* ذلك الظلام وتلك المأساة كانت عناوين لحياة بائسة كان أبناء (المملكة) أُسارى لها؛ وذلك قبل أن يُقيض الله لهم (البطل الهمام المؤسس الملك عبدالعزيز) الذي قدم ومعه نخبة من الرجال المخلصين أصدق وأكبر التضحيات التي وحدت أطراف الوطن، وجمعت شتاته وكلمته تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم الانتماء له في تلاحم فريد بين قيادته وشعبه.
*****
* ولتبدأ بعدها رحلة عطاء وبناء اتكأت على الثوابت الدينية والموروثات والقيم النبيلة، ومنها انطلقت تسقي شرايين الوطن بكافة مناطقه ومحافظاته لتصنع فوق تلك الصحراء التي كانت قاحلة معجزة حضارية، وتنمية شاملة هي الأنموذج في تاريخ البشرية؛ ولتصبح (المملكة) من كبريات الدول في أمنها واستقرارها ومكانتها وحضورها العالمي، وكذلك بثرائها الاقتصادي الذي جعلها في مقدمة دول العشرين، وكذا تطورها في مختلف الميادين الذي نقل مجتمعها من غياهب الضياع إلى أن يعيش في دوحة خير وارفة الظلال؛ ولينعم بثمار التنمية المستدامة.
*****
* تلك النقلة الفريدة وتلك الرحلة التنموية الباذخة كانت محطة انطلاقتها الـ(23 سبتمبر قبل 92 عاماً)، وهو اليوم الذي أعلن توحيد أطراف البلاد ووحد كلمتها؛ ومنه بدأت نهضتها؛ وبالتالي فحقّ (السعوديين) أن يحتفلوا سنوياً على شَرَفِه؛ ليستذكروا تضحيات وجهود أولئك الأبطال الذين أسسوا هذا الوطن، وساهموا في بنائه، وليزرعوها في ذاكرة الناشئة؛ وهناك تعزيز لُحمة وتآخي أفراد المجتمع، وانتمائهم لوطنهم وقيادتهم الرشيدة، وكذا التأكيد على الماضي العريق للوطن، وتسليط الضوء على حاضره الزاهر ومستقبله الطموح الذي تحمله رؤية 2030م.
****** أخيراً (أيها السعوديون) ابتهجوا بيومكم الوطني، وأقيموا على ضفافه الأفراح والليالي الملاح؛ وافتخروا بوطنكم فهو استثناء في تاريخه وموروثه، وفي تنميته وتطوره وحضارته، وفي مكانته الرفيعة على المستوى الدولي، التي صنعها أبناؤه بإخلاصهم وعطائهم، وفضلا لا أمراً رددوا: الله اللي عزنا وما لأحد مِنّة، وكل عام وأنتم بخير، ووطننا الغالي ينعم بالأمن والخير والسلام.