هذا الوطن الكبير كان حُلماً مُستحيلاً في نظر الجميع، المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وحده من آمن به، وتمسّك به، وخاض المُستحيل من أجل تحقيقه.
لم تثنِهِ عن تحقيق حلمه وطموحه ظروف إقليمية ودولية، خُذلان صديق وغدر عدو، استمر تحدوه همّته العالية وطموحه اللا محدود وهدفه الأسمى بأن يوحّد هذا الوطن الكبير، ويزرع به الأمن والأمان، ويُوقف النزاعات والفِتَنْ، وأن يكون الجميع شُركاء في البناء والتنمية، سنوات من النضال بدأت في 1902 ميلادي، وانتهت بإعلان قيام المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932 ميلادية.
واليوم نُحْيي الذكرى الـ92 ليومنا الوطني، نستذكر في هذا اليوم تضحيات الملك المؤسس ورفاقه الذين لم يخذلوه، وبطولات وصبر وجهاد شعب آمن بأن من حق هذه الأرض أن تسترجع مكانتها وأن تكون قبلةً لكُل شيء لما تحتضنه من مُقدسات ومُقدرات.
نستذكر نعمةً فقدها الكثيرون في هذا العالم، نعمة الأمن والأمان في مُحيط نرى فيه شعوباً تتساقط على رؤوسهم ورؤوس أطفالهم براميل مليئة بالمُتفجرات، شعوباً تُنحر على يد مليشيات إرهابية وطائفية، تسرق حياة إنسان بلا أي سبب هكذا وبكل بساطة يُقتل إنسان.
نِعَمْ نحمد الله عليها في هذا البلد الذي دعا له سيّدنا إبراهيم عليه السلام بالرزق والأمن الدائمين.
تمر علينا ذكرى اليوم الوطني الـ92 في عهد سيّد الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الرجل الذي لم يُهادن فاسداً ولم يترك للفساد مساحةً يتخفى بها.
نحتفل اليوم ومعنا قائد رؤية المملكة 2030 سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الشاب الذي يُشبه جدّه تمامًا في خوض المُستحيل، أطلق رؤية غايتها أن تكون السعودية قلب العالم ومحط أنظاره وقبلة قراره، حاول الكثيرون زراعة اليأس على جنبات طريق تحقيق هذا الحُلم، تحدثوا عن الصعوبات والمُستحيلات، حاربه الأعداء، لكنه استمر وبقوة نحو العبور، آمن بالسعوديين وهمتهم وطموحهم وقدرتهم على أن يكونوا داعمين له في هذه المسيرة، وانطلق وانطلقوا معه، واليوم نحنُ نجني ثِمار الانتصارات، تجاوزنا معاً الكثير من الصعوبات، وما تبقى بإذن الله سيتم تجاوزه، الغايات النبيلة تنتصر لأصحابها دائماً.
أخيراً..
كُل عام وبلادنا المملكة العربية السعودية آمنة مُطمئنة يأتيها رزقها من كُل مكان.