عندما كانت المملكة العربية السعودية في بداية توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- فقيرة في الموارد الاقتصادية والبشرية المؤهلة، أدركت وقتها أن تنمية الوطن والمواطن لن تتحقق أبداً بدون علم وتعليم جيد، لأن العلم والتعليم يعتبر عصب التنمية والعقل المحرك لها.
وعندما أصبحت المملكة غنية بعد اكتشاف النفط -بحمد لله وحده- زاد اهتمامها بالعلم والتعليم لتحافظ على ثروتها وتنميها؛ فالمواطن السعودي المتعلم يحافظ على ديمومة الثروة وتكامل التنمية وتطورها واستمرارها، وهو الذي بعلمه وعقله يصنع الثروة مجددًا.. فالثروة في العادة تحتاج إلى عقول نيرة متعلمة من أجل الحفاظ عليها وتنميتها وتوظيفها في خدمة الوطن والمواطن.. وهناك اليوم دول كثيرة في العالم مثل سنغافورة واليابان وهولندا ورواندا وجنوب افريقيا وغيرها من الدول، تبين صحة هذه النظرية، وتشهد على قدرة الإنسان المتعلم في إنجاز أفضل مستويات التقدم الاقتصادي والحضاري على الرغم من قلة الموارد الطبيعية في هذه الدول.
حول نفس الموضوع، يقول روبرت كيوساكي رجل الأعمال الأمريكي من أصول يابانية في كتابه الشهير بعنوان (الأب الغني والأب الفقير): «يساورني القلق بأن كثيرًا من الناس يركزون على بذل الجهد لجني المال وليس على العلم والتعليم كثروة حقيقية.. فإذا كان الناس على استعداد ليصبحوا أكثر مرونةً وانفتاحاً على العلم والتعليم، فسوف يصبحون أغنى وأغنى مع مرور الوقت.. أما إذا كانوا يعتقدون أن المال وحده هو الذي سيحل جميع مشكلاتهم فأخشى أنهم سيجدون الطريق أمامهم وعرًا للغاية».