الأمر الملكي الذي صدر الثلاثاء الماضي والذي يقضي بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، وتعيين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيساً للوزراء يحمل عدّة دلالات ورسائل، لعل أهمها هي دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لعملية التطوير التي يعمل على تنفيذها سمو ولي العهد، عبر منحه صلاحيات أكبر لاتخاذ قرارات أسرع بما فيه صالح السعودية وشعبها، عبر خلق تكامل تنظيمي وتشريعي بين قرارات المجلس وأعماله وبين رؤية 2030 وأهدافها وبرامجها.
ولعل أحد الرسائل المهمة هي تلك الموجهة للوزراء، وهي أن الإنجاز وحده ما سيُبقيك في المنصب من أجل خدمة الوطن والمواطن، وهو ما يؤكد عليه دائماً سمو ولي العهد، أن الغاية خدمة المواطن السعودي وتوفير حياة كريمة ورفاهية مُستدامة واقتصاد مُزدهر، وهو القدوة للجميع.
مرحلة جديدة سيقرأها الكُل وفق تخصصه، وأنا الآن أقرأ المرحلة ككاتب رأي مُهتم بالرسائل الإعلامية التي تصل للمجتمع.
من منظور إعلامي رُبما ستكون بعض الوزارات الخدمية بحاجة لتغيير الكيفية التي تُوصل من خلالها رسائلها الإعلامية وكذلك اللغة، وقد يكون في صالح الجميع هذا التغيير في العمل الإعلامي، خاصة أن اللغة الجامدة والكيفية التي تُرسل عبرها الرسائل قد تجعل الوزارة شيء والمجتمع شيء آخر، مما يخلق حالة عزلة عن كُل ما تُقدمه الوزارة من أعمال وجهود ومُنجزات.
أن تختار الوسيلة المُناسبة للظهور وإرسال الرسائل، أن تُبادر، ألا تتأخر..
اللغة الإعلامية الجامدة والمُترددة أحياناً تخلق فجوة سيملؤها أي شخص آخر، وأياً كانت مهنته وصفته. سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عندما أطلق الرؤية لم يُطلق مشاريع فقط، بل أطلق معها لغة جديدة خاطب بها السعوديين، عبر التأكيد على أن كل شيء يتم من أجلهم، وأنه لا نجاح بدونهم، ولا تقدّم بلا طموحهم.