خير الهدايا الكتب

* تناقلت وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة، ومواقع التواصل الاجتماعي خبر إهداء فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن محمد بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام، مكتبته العامرة بأنواع الكتب الدينية والثقافية والأدبية، والبالغ محتواها (27000) كتاب للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، احتساباً فيما عند الله من الأجر والثواب، ومنهلاً يرتوي من معينه طلاب الجامعة، خلال سنوات دراساتهم خاصة ومكتبة فضيلته تمتاز باحتوائها على العديد من أنواع الكتب والمراجع الدينية القيمة، التي لا يستغني عنها الدارس والباحث على حدٍ سواء.

لاشك أنها مبادرة موفقة، وعمل جليل، وصدقة جارية، تحسب لفضيلته في ميزان حسناته دنيا وآخرة بإذن الله.. وهي عادة درج عليها بعض ملاك المكتبات الخاصة قديماً وحديثاً.. وخاصة إذا لم يوجد بين ورثة ملاك تلك المكتبات من يقوم على رعايتها وتعهدها بالقراءة والبحث والدراسة، بدلاً من أن تبقى حبيسة الأدراج مغلقة الأبواب، تعبث فيها آفات الكتب أو الاحتفاظ بها كذكرى لمالكها.

وحول هذا الإهداء المبرور، قرأت ما كتبه الشاعر الأديب د. سعد عطية الغامدي من رباعية جميلة معبرة يصف فيها موقف فضيلته مؤكداً أن خير الهدايا الكتب:

أهديتَ تُغني بما أهديته الكتبا

وتؤثر الفضلَ والتعليمَ والأدبا

أمضيتَ ستين لا تشقى بصُحبتِها

فنعم من صاحبَ العُليا وما صَحبا

واليوم تؤثر من يحتاجُها وبها

يرى السبيلَ ويمضي للهدى طلبا

بكل حرفٍ لكم نعمى تلازمكم

في كل حالٍ لمن أملى ومن كتبا

* فكرة صائبة وعمل جليل، أسداه فضيلة الشيخ صالح بن حميد، دعماً للعلم وطلابه تحتضنه وتفخر به الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي تستقبل بين جنباتها العديد من الطلاب المسلمين على مستوى العالم خلال مسيرتها الطويلة المشرفة وباتوا علماء ودعاة يُشار إليهم بالبنان في بلدانهم.

* خاتمة: أتمنى على كل من امتلك مكتبة خاصة حوت بين جنباتها العديد من الكتب التخصصية والمتنوعة في شتى العلوم والمعارف والآداب، وواكبت مسيرته العمرية، وأحس بقرب رحيله وعدم وجود من يقوم على تعهدها بالقراءة والبحث والعناية من ورثته، وحفاظاً عليها من الهجران وعبث آفات الكتب أن يهديها لإحدى دور العلم كالجامعات والمكتبات العامة أو دارة الملك عبدالعزيز، ففي ذلك صيانة لها وعناية بمحتوياتها، وإسهاماً في نشر العلم بين طلابه، وحصول مالكها على الأجر والمثوبة دنيا وآخرة، اقتداء بإهداء فضيلة الشيخ صالح بن حميد جزاه الله خيراً، وجعل ذلك في ميزان حسناته.