يعتقد البعض أن صورتنا «الباهية» و»الزاهية» وشخصيتنا «القوية» وضحكتنا «العالية» هي حقيقتنا!
هل نحنُ بلا أحزان، بلا مآسٍ، بلا أشياء تُوجع القلب!!
تأخذنا الحياة بعيداً عن أُمهاتنا نحنُ أبناء القُرى البعيدة، نركض خلف الحياة، يدفعنا الطموح والأمل والرجاء، قلوبنا مُعلّقة في تلك الأرض التي تسكنها أُمهاتنا، وبلا شك كُل أرض لا أُمَّ لك فيها ستبقى غريباً عنها.
في هذه الرحلة نحاول أن نكون أقوياء، نجد ونجتهد، نتمسك بكل ما يدفعنا لأن نؤدي أعمالنا بكفاءة، لماذا!؟
لأننا نُدرك أن الحياة لا تمنحنا الكثير من الفُرص، وإذا حصلت على واحدة لا تُهدرها، لا تتخلى عن كُل ما يُبقيك مُتقدماً فيها، لأن هناك من يرى الله ثم يراك، ينتظر أن تكون أنت بخير ليكون هو بخير.
وأنا أُشبه هؤلاء الغُرباء، تركتُ خلفي أُمي في قريتي البعيدة، أُحاول كما الآخرين أن أكون قوياً من أجلها، لكنني لستُ قوياً بما يكفي لأن أصمد دائماً، أتداعى للانهيار أحياناً، ولكن لله هدايا ورسائل تصلني تُعيد لي الأمل الذي كاد أن يتلاشى، عندما أرى طفلة تبيع الشاي في الشارع، أُدرك حجم نِعَمْ الله عليّ، عندما أُرسل صورة تكريم لي إلى أُمي وأجد منها رسالة بُكاء طويل، بُكاء مليء بالدعوات العميقة والصادقة بأن يوفقني الله دائماً أبداً، وكأنني ما زلتُ طفلاً ولم يملأ الشيب رأسي، أعرف حجم المسؤولية التي تقع على كاهلي، يجب أن لا أخذل أمي أبداً.
وللأمانة دعوات أُمي دائماً تمنحني أُناسًا عُظماء يأخذون بيدي، ويقفون بجانبي، ويدفعون باتجاه أن أكون بخير، يُقدمون لي كُل ما يمكن أن يُساعدني على تحقيق شيء جيّد في الحياة، بلا سبب أجدهم معي داعمين لي. أخيراً..
أُشارككم هذا المقال، لسبب واحد، هو أننا مُتشابهون في قصصنا، أحزاننا، أفراحنا، آمالنا وطموحاتنا.