يستثقل الكثيرُ من أهل جدّة -وأنا منهم- التوجّه للمسجد الحرام بمكّة المكرّمة لأداء بعض الصلوات فيه، ولو صلاة واحدة في الأسبوع، مع ما في ذلك من أجرٍ كبيرٍ يُعادل أجر مئة ألف صلاة في غير مكّة المكرّمة، ويكتفون بأداء العمرة مرّة واحدة في السنة، خصوصاً في شهر رمضان المُبارك.
وسبب الاستثقال هو الازدحام الثنائي، بمعنى أنّ هناك ازدحاماً في الطرق داخل جدّة قبل الخروج منها لطريق الحرمين باتجاه مكّة المكرّمة، وأحيانًا تساوي مُدّة الخروج من جدّة مُدّة الوصول لمكّة المكرّمة من بداية طريق الحرمين، رغم أنّ طول هذا الأخير 70 كم، فضلاً عن الازدحام الآخر حول المسجد الحرام، لا سيّما في نهاية الأسبوع بسبب كثرة النّاس. أنا -وبفضل الله- عالجْتُ هذه المشكلة، ولديّ خُطّة كفيلة لأهل جدّة بأداء صلاة واحدة في الأسبوع في المسجد الحرام خلال مُدّة معقولة للوصول إليه والعودة منه، فراراً أسبوعياً لله عزّ وجلّ، وبثّ همومهم عند بيته العتيق، وهو على كلّ همٍّ قدير.
أمّا الصلاة فهي العصر التي أمرنا الله بالحفاظ عليها باسمها الصريح في قرآنه الكريم، إذ قال: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى)، وأمّا الخُطّة فهي أن تتوجّه من جدّة بعد صلاة الظهر، خلال أحد أيام العمل من الأحد للخميس، وقيادة السيّارة داخل جدّة في شارع الستيّن (جنوباً) وهو المُحرّر من الإشارات الضوئية، ثمّ شارع فلسطين (شرقاً) الذي قلّ ازدحامه بعد إزالة الأحياء العشوائية بجواره، باتجاه طريق الحرمين، وهذا يستغرق 10 دقائق، أمّا طريق الحرمين فيستغرق 45 دقيقة إن كانت السرعة أقلّ بقليل من 120 كم/ ساعة، ثمّ أوقِف سيّارتك في موقف الرصيفة في مدخل مكّة المكرّمة، واستأجر سيّارة أجرة لتصل للمسجد الحرام أيضاً خلال 10 دقائق، والمجموع 65 دقيقة، تزيد أو تنقص قليلاً، والتجربة خير برهان.
وفي المسجد الحرام، تستطيع تأدية تحيّته إمّاً طوافاً عُلوياً حول الكعبة المُشرّفة، أو صلاة ركعتين وقراءة ما تيسّر من القرآن الكريم قبل أذان العصر، فإذا ما فرغت من الصلاة، اجلس حوالى الساعة، واذكر أذكار المساء، وادعُ الله، ثمّ تضلّع زمزماً بنية العلم النافع، والرزق الواسع، والشفاء من كلّ داءٍ وسقم، وعُد إلى جدّة تقريباً عند أذان المغرب، فلا تفوتنّكم يا أهل جدّة، صلاة العصر في مكّة، مع شُكْري لما تقوم به الحكومة من تسهيلات للمُصلِّين والمعتمرين والعاكفين والرُكّع السجود.