مَن يَغشَى مَجالسَ السّعوديينَ، يَجدْ أنَّهَا عَامرةٌ بالبخُورِ، هَذا الدّخانُ الذي يَضرُّ أضعَافَ مَا يَنفعُ، والدَّليلُ إليكُم هَذا الخَبر الذي يَقولُ: تَوصَّلتْ درَاسةٌ أجرَاهَا بَاحثونَ؛ في المَركزِ الدَّوليِّ للأبحَاثِ السَّرطَانيّةِ في بَاريس، إلَى أنَّ الدّخانَ المُنبعثَ مِن عِيدَانِ البخُورِ؛ يُسبِّبُ المَخاطرَ ذَاتَها التِي يُسبِّبُهَا دُخانُ السِّيجَارةِ، خصُوصًا أنَّهُ يُؤدِّي إلى تَلوّثِ الهَوَاءِ، ومِن ثَمَّ يُصبحُ خَطرًا عَلى صحّةِ الإنسَانِ الذي يَستنشقُهُ، بحَسبِ مَا ذَكَرَتْ وكَالةُ أنبَاء الشَّرقِ الأوسَطِ المِصريّةِ..!
وذَكَرَت الدِّرَاسةُ أنَّ عِيدَانَ البخُورِ عِندَ احترَاقِها، تَبعثُ مُلوِّثَاتٍ تُؤدِّي إلَى الإصَابَةِ بسرطَانِ الرِّئَةِ، مِثلهَا مِثل دُخانِ السِّيجَارةِ، وخَاصَّةً بالنّسبَةِ للذينَ يَستخدمونَهَا بكَثرةٍ..!
وكَانتْ دِرَاسةٌ مُماثلةٌ نُشرتْ في مَايو2011م، تَوصَّلتْ إلَى أنَّ البخُورَ أخطَر حتَّى مِن الدُّخانِ الصَّادرِ عَن عَوادِمِ السيّاراتِ..!
وقَامَ بالدِّرَاسةِ البَاحثُ التَّايوَانيُّ «تا تشانغ لين» لصَالحِ جَامعةِ «تشينغ كونغ» الوَطنيّةِ، وجَاءَ فِيهَا: إنَّ البخُورَ المُستَخدمَ في المَعَابدِ يَنتجُ عَنهُ مَوادُّ كِيمَاويّةٌ مُعيّنةٌ، قَد تُسبِّبُ السَّرطَانَ، وخصُوصًا سَرَطَانَ الرِّئةَ..!
بَعدَ هَذا الخَبَر أقولُ: قَبلَ سَنوَاتٍ كَانَ هُناكَ في القَصيمِ عَالِمٌ وَرعٌ تَقيٌّ، مَرضَ، وحِينَ نُقلَ إلَى المُستَشفَى كَشفُوا عَلى صَدرِهِ، فقَالَ الأطبَّاءُ لأبنَائِهِ: رِئتا أبيكُم مُفرطةٌ، ويَبدُو أنَّهُ يَفرطُ في استخدَامِ السَّجائرِ، أو الشّيشةِ، أو المعسّلِ، فقَالَ الأبنَاءُ: (اتّقوا اللهَ أيُّها الأطبَّاءُ، لأنَّ أبَانَا لَمْ يَقربْ هَذه الأشيَاءَ في حَيَاتِهِ، ولَم يَقتربْ ممَّن يَتعَاطَاهَا)..!
فاحتَارَ الأطبَّاءُ، وبَعدَ اجتمَاعٍ عَاجِلٍ؛ قَرَّرُوا إخضَاعَ المَريضِ للمَزيدِ مِن التَّحاليلِ، التِي أظهَرَتْ -لاحقًا- أنَّ تَلوّثَ الرّئتين نَاجمٌ عَن استنشَاقِ المَريضِ المُفرطِ للبخُورِ، طَوالَ سَنواتِ سَنواتهِ..!
حَسنًا.. مَاذا بَقِيَ؟!
بَقِيَ القَولُ: رَحِمَ اللهُ الأميرَ ماجد بن عبدالعزيز فقَدْ سَمعتُهُ يَقولُ: (البخُورُ أغلَى مُلوِّثٍ للبيئَةِ)..!!