* عندما يتصدى الكاتب لقضية مجتمعية، فإنه لا يمثل نفسه بقدر ما يمثل ذلك الصوت الذي يرى فيه أملاً كبيراً من أن تناول الكاتب الصحفي لأي قضية هو أقصر الطرق لوصول صوت المواطن، وهذا هو شأن (صاحبة الجلالة) في كل ما تتناوله، وما زاوية الكاتب إلا بعضاً من كل ذلك الهم، الذي يؤرقها، وتحمل على عاتقها خدمته بكل ما لديها من وسائل.
* وعند الحديث عن هذه الزاوية، التي أرجو أن يكون لها من اسمها وافر النصيب، فلن أذيع سراً إن قلت إن معظم ما تناولته فيها من مواضيع ليست سوى (صدى) لصوت كل من تواصل معي مدفوعاً بأمل كبير أن يكون صوته حديث المقال القادم، وهو ما أحرص عليه ما وسعني إلى ذلك الجهد.
* إلا أن ما يُلفت إليه النظر، وبما يمثل نقطة تقاطع لمعظم ما نشر من مقالات، أنها لا تجد ذلك التفاعل المأمول، وبما يدعم موقف الكاتب، سيما من أولئك الذين تهمهم القضية، وهم من أستفز بها حرف الكاتب، مما يترتب عليه تصور أنها قضية من نسخ خياله، وليس لها في أرض الواقع ما يؤكدها، بدليل أنه لم يتفاعل معها أحد، وهذه نقطة يتوقف عندها الكاتب كثيراً، رغم ما يُمطر به الخاص لديه من إشادات، وثناء، وإضافات يعجب أشد العجب من إصرار أصحابها على أن تظل كذلك.
* في وقت يقف الكاتب أمام قضايا كثيرة موقف (محلك سر)، ومن هو في الطرف الآخر ليس أكثر من اسم وهمي (يتبخر) عندما يُطلب منه التواصل باسمه الصريح ورقم التواصل لاستيضاح بعض الجوانب فيما يود التطرق إليه في المقال، فضلاً عمن يمتلك حساب تواصل، ويكتب باسمه الصريح، ومع ذلك يتواصل بهدف نشر قضية تخصه، في وقت كان من الأولى أن ينشرها في حسابه.
* هو واقع يُصيب الكاتب الصحفي بالحيرة، حتى مع كونه (يُثمن) ثقة الآخرين به، ولكنه في ذات الوقت (يثمن) مصداقيته، ويقدر قيمة (حرفه)، فليس من المقبول أن ينطلق من موقف القوة، ثم ينتهي به المطاف إلى موقف الضعف، من خلال مقال (دسم)، ومهم، ومع ذلك لا يتفاعل بما يدعمه، ويعززه ممن يمثلهم أحد.
* ثم يتفاجأ بذات (التقريع) المعتاد أنكم أيها الكتاب بعيدون عن هموم المجتمع وقضاياه، يقول ذلك من يتواجد بالتعليق، والرتويت، والتفضيل والمشاركة والنشر في كل مكان، إلا ذلك المكان الذي يمثله كواقع، ويحمل عنه هم (صوتك قلمنا)، فكيف يُرجى بعد كل ذلك التجاهل من مقال (أعزل) أن (يجرح، ويداوي)؟! اترك لكم الإجابة، وعلمي وسلامتكم.
kmsag@hotmail.com
@KhalidMosaid