في لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية، قال سموّه: «لا نحاول أن نكون مثل دبي أو أمريكا، بل نسعى إلى أن نتطوَّر بناءً على ما لدينا من مقومات اقتصادية وثقافية، وقبل ذلك الشعب السعودي وتاريخنا.. لا ننسخ المشاريع، بل نحاول أن نكون إبداعيين»، وأضاف سموّه: «إنَّ هناك كثيرين يريدون فشل رؤية 2030، لكنهم لن يستطيعوا المساس بالمشروع، ولن يفشل أبداً، ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشاله».
نُقطتان أكّد سمو ولي العهد عليهما، النقطة الأولى أن الأفكار الإبداعية هي أساس الأعمال، لا تكرار ولا «مُحاولة تَشبُّه» بما يُقدِّمه الآخرون، النقطة الثانية التأكيد على أن هناك من لا يُريد لهذه الرؤية أن تنجح، وهُمْ بلا شك مزيج بين أعداء خارجيين، وأُناس داخليين أزعجهم وجود رؤية أزاحت التطرّف، وأوقفت الهدر، وحاربت الفساد، وغيّرت مفاهيم ورؤى كثيرة، لعل أهمها فلسفة الوطن، وأهمية الولاء له.
أين اختفى مَن كانوا يكتبون ليل نهار دعماً لجماعات التطرّف؟!.
موجودون.. ولكنهم لزموا الصمت، وبدَّلوا الأقنعة، وقد تمكَّن بعضهم من أعمال يستطيعون من خلالها تنفيذ أجندتهم، التي كانوا يُنافحون عنها في الماضي بالعلن، ولكن اليوم بالسر!.
هؤلاء يزرعون شكوكهم في كل شيء، ويعملون على تعطيل الأعمال الإبداعية، ويُحاربون الناجح، ويُقدِّمون الفاشل، لأنه ينتمي إليهم، لا أدعو لسجن أحد بسبب ماضيه القريب، فلستُ قاضياً، ولكنني أؤكد على أن مَن وقف ضد بلاده، يجب ألا يتم تمكينه من أعمال تتطلب صناعة تميُز وإبداع، هؤلاء سيزرعون صورة سلبية عن هذه الأعمال، سيعملون جاهدين على خلق صدى سلبي عبر عدّة طُرق.
من لديه ماضٍ سيئ ضد بلاده، مكانه ليس التمكين من موقع وظيفي قد يستغله في تمرير أجندة الماضي القبيح، بل مكانه إما المُساءلة عن ذلك الماضي، أو الركن على الهامش، لا أن يتم تغطية هذا الماضي، لأنه وبكُل تأكيد سيُبعد كل وطني حارب أفكاره السابقة، ويُقرّب كُل شريك له في تلك المرحلة.
معالي وزير الشؤون الإسلامية د.عبداللطيف آل الشيخ في لقاء إعلامي سابق قال: «الاحتواء أن تُحَيّدَ مَن لهم ماضٍ ضد الوطن، لا أن تُمكّنهم، هؤلاء أفاعٍ متى ما أحسَّت بالدفء ستلدغ، واللدغة الثانية ستكون مدروسة»، لذلك علينا أن نعرف أن بعض التعثُّر في الأعمال؛ قد يكون سببه وجود أشخاص يمتلكون ماضيًٍ سيئًا مليئًا بالأحقاد تجاه المملكة، ومن خلال ما تم تمكينهم من أعمال، ينتقمون ابعدوهم فقط، ولا تُمكّنوهم على حساب مَن وقفوا شامخين في الدفاع عن الوطن، فلا يستوي خائن تَحزَّب ضد بلاده، مع مَن آمن أن هذا الوطن وقيادته وشعبه «أولاً» قبل كل شيء.