.. السياسة السعودية
وعلى مر عقود من الزمن
اتسمت بالحكمة والعقلانية والاتزان
كما تميزت بالهدوء وعدم التسرع
في مواقفها وردود أفعالها
وتميزت أيضًا بالاستقلالية والحيادية
لهذا هي تحظى بالتقدير والاحترام
عربيًا وقاريًا وعالميًا...
*****
.. والعلاقات السعودية الأمريكية تحديدًا
علاقة وثيقة وتاريخية
ممتدة على مدار 80 عامًا
تشكل خلالها تحالف إستراتيجي بين الدولتين
وخلال الثمانين عامًا
شهدت شدًا وجذبًا واختلافًا واتفاقًا
بل وكانت هناك أزمات أحيانًا
مثل قطع الملك فيصل للبترول
إبان الحرب المصرية السورية الإسرائيلية
وموقف الملك فهدمع السفير الأمريكي
نتيجة اعتراضه على صفقة الصواريخ الصينية
وإغلاق الأمير سعود الفيصل الهاتف
بوجه هيلاري كلينتون لرفضها دخول
جيش الردع الخليجي لمساعدة البحرين..
ولكن رغم كل ذلك ظلت العلاقة صلبة ومتماسكة
يحكمها العقل والمصالح
حتى وإن بدا أن الجانب الأمريكي
يحاول دائمًا فرض الهيمنة..!!
*****
.. في عهد العزم والحزم
عاشت المملكة تغيرًا جذريًا
وكما تقول الأميرة ريما بنت بندر
سفيرتنا في واشنطن:
«هذه المملكة ليست المملكة التي كانت عليها
قبل خمس أو عشر سنوات، لذا فإن كل قطعة تحليل
موجودة لم تعد ذات الصلة..
نحن مجموعة من الشباب ولدينا قيادة شابة
ولدينا طموح وهدف وتعامل مع العالم
بطريقة لم نقم بها من قبل»...
*****
.. وما تشهده المملكة
من تحول في توجهاتها وشراكاتها
واستثمار مواردها وطاقاتها
وأساليب حياتها وتعاملاتها
أظهرت السعودية في مرحلة مختلفة تمامًا
«منظورًا وتعاملاً»...
*****
.. هذا التغير الجذري جعل العالم
يستشعر قوة المملكة ومدى تأثيرها
ويجعل دولا مثل روسيا والصين تتعامل معها وفق هذا المنظور غير أن الجانب الأمريكي يبدو أنه ليس لديه الرغبة في فهم حجم هذا التغيير لأسباب يفهمها الساسة الامريكيون قبل غيرهم ....!!
*****
.. وضجة خفظ إنتاج البترول ونظرية التشكيك والتفسيرات المغلوطة لإخراج خطوة اوبك بلس خارج سياقاتها الصحيحة والاستعداء ربما لم تكن الأولى. وكان الأمير سعود الفيصل رحمه الله قد طرح مكاشفةرقمية تقديرية لانتاج النفط حتى عام ٢٠٢٥ وكأنه يقرأء المستقبل وواقع الحال وقال كلاما مهما وشفافا في عقر دارهم " البيانات الإضافية لن تضع حدا للأسئلة والتحديات التي لاتنتهي والتي يطرحها أولئك المنتفعين في التشكيك في كل مانفعله . المؤمن ألحق بنظريات المؤامرة لن تقنعه أي كمية من البيانات والتحليلات. ان التركيز على تشويه سمعة الدور السعودي الثابت انما هو الهاء عن حقيقة ان مشكلة الأسعار والامدادات التي تتعرضون لهآ لاتتعلق بكمية الإنتاج " ...!!
*****
.. و ختام القول ..من المهم فهم ان المملكة اليوم مختلفة تماما عما قبل . منظور مختلف وتوجهات مختلفة وتحرك متسارع جدا وفق رؤية طموحة وواضحة وذات ارادة جادة ومستقلة لاتقبل الاملاءات او فرضية الهيمنة. ومن يتعامل معنا يجب ان يكون وفق معطيات المرحلة والمتغيرات....!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
