صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة يولي ملف التعليم في المدينة المنورة ومحافظاتها اهتمامًا خاصًا، ويسعى دومًا -حفظه الله- لتبني المبادرات الكبرى لتحقيق معايير الجودة والاتقان والتميز في الأداء، لذا كانت مبادرة المدينة المنورة بلا مبانٍ مستأجرة والتي انطلقت عام 1439هـ بالشراكة مع القطاع الخاص وساهمت فعليًا في رفع نسبة المباني التعليمية الحكومية إلى 84% حتى هذا العام الجاري 1444هـ.
هذه المبادرة الكبرى في تاريخ التعليم بالمدينة المنورة تستهدف الاستغناء عن كافة المباني المدرسية المستأجرة في المدينة بنهاية عام 1445هـ وغدًا لناظره قريب بإذن الله، فهنيئًا لكل أهالي المدينة هذه المنجزات التعليمية التي تصب في مصلحة أبناء وبنات المدينة من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات.
ولأنني من أهل المدينة أعي جيدًا مدى الفرحة التي تغمر كل من ينتمي لهذه المهنة المباركة وتربية الأجيال، ولأنني كنت معلمة في يوم ما أعلم يقينًا أن وقوف المعلم في الفصل الدراسي على مدار اليوم في مكان مناسب ومهيأ بكافة متطلبات العملية التعليمية ووجود مساحات كافية لممارسة الأنشطة التعليمية والتقنية والمعامل والمختبرات يمكن الهيئة التعليمية من القيام بدورها على الوجه الأمثل ليكون مخرجنا التعليمي منافسًا محليًا وإقليميًا ودوليًا.
درست في مبانٍ مستأجرة وقمت بالتدريس في مبانٍ مدرسية لا تتوافق إطلاقًا مع معايير الجودة ولا تحقق أدنى معدلات من التميز، ولكن جاء اليوم الذي نسمع ونرى فيه الأحلام تتحقق لكل منسوبي التعليم في المدينة المنورة فبورك لنا في أميرنا المحبوب والقريب من أبناء وبنات المدينة الذي يتلمس احتياجاتهم ويلبي متطلباتهم وتطلعاتهم، فاللهم زده توفيقًا وبركة وانفع به المدينة وأهلها.
سمو الأمير طموحاته عالية ويعمل بجهود حثيثة ويقف بنفسه على التقدم المستمر في تحقيق الهدف ومؤخرًا اطلع على خدمات المشاريع التعليمية والمدارس المدشنة والتي تضمنت 474 فصلاً دراسيًا تقدم خدماتها لأربعة عشر ألفًا من الطلاب والطالبات ليعلن عن تقليص عدد المدارس المستأجرة بالمدينة إلى 16% ووالله هذه الهمم العالية يشار لها بالبنان، تذكر الجهود المباركة فتشكر وتدعو الله بالبركة دومًا لنعيش فرحة المنجزات الوطنية يومًا تلو الآخر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيده الله بنصره ومتعه بالصحة والعافية، وستبقى المدينة منارة العلم والنور والنموذج الذي يحتذى فمنها بزغ نور الهدى وإليها يأرز الإيمان، وكلنا إيمان بأن مستقبل المدينة أكثر إشراقًا وتميزًا في كل المجالات وستبقى للعلم مكانته ولدور العلم الاهتمام الأوفى من القيادة الحكيمة.
شكرًا جزيلاً وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان لدعمكم المتواصل لكافة المشاريع التعليمية في المنطقة والعمل معًا من أجل تحقيق كافة مستهدفات مبادرة طيبة بلا مبانٍ مستأجرة وفق المحددات الزمنية المعتمدة بدعم سخي من القيادة لإنجاز منظومة المشاريع التعليمية.