من نافلة القول إن المهارات والخبرات أصبحت أكثر أهمية في عوالم التوظيف والأعمال من الشهادات، لذلك تبدو عملية تعلم مهارات جديدة هي التقدم الحقيقي لك في المسار العملي، بل في كل مسارات حياتك، فلم يعد كافياً أن تكون ذكيًا، بل يجب أن تكون دائمًا الأكثر ذكاءً ومهارة.
لقد انتهى عصر كتب الأكاذيب من نوع: (كيف تتعلم الإنجليزية في خمسة أيام؟)، و(كيف تصبح مليونيراً في أسبوع؟)، فلا توجد طريقة سهلة لإتقان أي مهارة في أيام معدودة؛ كما كانت تلك الكتب تروّج.. اتقان مهارة ما أمر يحتاج إلى وقت وجهد وتكنيك صحيح.. وعندما يأتيك هذا التكنيك من جامعة عريقة كـ «هارفارد»، فلابد من أخذه بعين الاعتبار والاستفادة منه في مشاويرنا التعليمية.. وسنعرض اليوم لأبرز التوصيات التي تنصح بها «هارفارد» لتعلم أي مهارة بشكل صحيح وفعّال.
١- اتخذ خطوة واحدة في وقت واحد:
الطموح أمر مطلوب، لكنه إن زاد عن المعقول يمكن أن يشلّك تماماً، لا تشتت ذهنك بأكثر من عملية واحدة في نفس الوقت، فعندما تنظر إلى الجزء العلوي من الدرج مثلاً، قد تغفل عن الدرجة التي أمامك مباشرة؛ مما يعرضك للتعثر المبكر.. تذّكر أن التعلم رحلة تستمر مدى الحياة، لذلك مهمة صغيرة تكررها لفترة من الوقت، أفضل من مهمة كبيرة لا يمكنك القيام بها إلا مرة واحدة.
٢- شارك الآخرين:
صحيح أن التعلم هو رحلتك الشخصية الخاصة، لكن ليس بالضرورة أن تفعل ذلك بمفردك، فالشركاء يمكن أن يرفعوا منحنى التعلّم الخاص بك. ابحث عن أشخاص لديهم نفس الطموح والشغف الذي تملكه، واطلب مساعدتهم.. لا يتعلق الأمر بالمساعدة المعرفية فقط، بل هناك ما يسمى بالدعم العاطفي الذي تحتاجه للتغلب على الإخفاقات والإحباطات. علّم ما تعلمته، فأفضل وأسرع طريقة لتثبيت ما تعلمته؛ هو أن تُعلّمه للآخرين.
٣- خذ وقتك:
المباني الجيدة تحتاج وقتاً أطول في البناء، وكذلك التعليم الجيد والمثمر، لذلك لا تتسرع، فالتعليم اللاهث يتسبب بتخطي بعض الخطوات والتفاصيل المهمة، وربما تترك معلومات مهمة وراءك، وهذا قد يكلفك الكثير في المستقبل.
٤- لا تخجل من أخطائك:
التعلّم ليس عملية نظرية مجرّدة، محاولاتنا التعليمية معرضة للفشل، أو عدم تحقق النتائج التي نريدها في الإطار الزمني المحدد، وهذا يجب أن لا يكون مدعاة للخجل أو الإحباط واليأس.. بل عليك أن تعلم أنه كلما زاد عدد الأخطاء التي ترتكبها، كلما تعلّمت أكثر. لذا كن متسامحاً مع أخطائك.
بقي أن أقول لك: إن التميّز وإتقان المهارات لا يتأتّى للكسالى والمتهاونين، الأمر ليس مجرد أمنيات، بل يستغرق وقتاً وجهداً؛ ويحتاج إلى انضباط وتضحية.. معظم الناس يُحبّون فكرة التعلم وتطوير أنفسهم، لكنهم في الواقع غير مستعدين للقيام بهذا الالتزام ودفع المقابل.. استمتع برحلتك التعليمية، ولا تنظر إليها كمهمة مفروضة عليك.. فعندما تربط التعلم بالمشقة والألم (كما لو كنت في المدرسة)؛ سيصبح الأمر كابوسًا مزعجاً، وستشعر بمقاومة التعلم.. ابحث دائماً عن مهارات تحتاجها وتثير إعجابك، وشاهد كيف ستصبح رحلتك نحوها أسهل وأجمل.