عندما نتأمل المرحلة الحالية مرحلة رؤية 2030
وما قبلها بأربعين عامًا -لا أكثر-
نجد هناك متغيرًا كليًا وليس فقط مجرد فوارق
وتعالوا نتأمل بعض الصور الذهنية
عندما تكون داخل البرواز أو خارجه...
*****
.. أولا: منظور الدولة وكينونتها التنموية..
كانت الدولة تعتمد بشكل أساسي
على مورد واحد هو النفط
الرؤية ركزت على "التنمية المستدامة
لمستقبل مستدام"
ولذلك عملت على تنويع مصادر الدخل
وتوسع الاستثمارات والشراكات والمشاريع العملاقة
وسن الكثير من الأنظمة والتشريعات
ذات الجدوى الاقتصادية....
*****
.. ثانيًا: المنظور الجمعي والكينونة الفردية..
كانت تلاحقنا فرضية (الثري الخمول)
ورهن الفرد مستقبله في الكرسي والوظيفة
ومن يريد أن يعمل يجد دونه ألف عائق..
وحتى (السعودة) التي كنا ندندن عليها
من منتصف السبعينات الميلادية تقريبًا
لم تتجاوز الأدراج والملفات..
وكثر التستر وازدادت معدلات البطالة بينما المليارات
تهاجر خارج الوطن..
لكن الرؤية جعلت من المواطن عمقها
ومصدر تفاعلاتها
فاستنهضته وأهلته ودربته ومكنته
فتغير (المنظور والروح)
وأصبح المواطن والمواطنة هما
(أس) المعادلة في السوق السعودي...
*****
ثالثا- التوجهات والتحولات:
كان جهد الدولة منصبًا على الداخل ومن الداخل
ولم يكن هناك توجه واضح للانفتاح على العالم وبناء الشراكات والاستثمارات العالمية..
اليوم نعيش تحولات كبيرة نحو الاقتصاد العالمي، نتفاعل من خلاله ونتكامل معه..
وأصبح لدينا استثمارات وشراكات مع الكثير من دول العالم
وفي ذات الوقت شرَّعنا الأبواب أمام الاستثمار الأجنبي..
****
رابعًا- الأداء والتعاملات:
عشنا زمنًا طويلاً ونحن نعاني من البيروقراطية الحادة والتعاملات الورقية
مما أثر على مستوى الأداء والتعاملات
اليوم نحن أرقى الدول المتقدمة في الحوكمة والرقمنة
وكان لهذا أثره الكبير جدًا في "التسريع والتجويد"
على منظومة العمل المجتمعي والاقتصادي.
وأثر حتى في التعامل مع الخارج..
*****
.. بقي أن أقول:
نحن اليوم.. الصورة الفارهة داخل البرواز الفخم
لهذا كنا بالأمس في قمة العشرين
ونحن في كل منتدى عالمي..