* (التسامح) قيمة إنسانية عظيمة؛ أكدها ديننا الإسلامي في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، وحملتها الأحاديث النبوية الشريفة، وطبَّقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عملياً في العديد من المواقف، ومنها: عفوه عن كفار قريش يوم فتح مكة المكرمة، فقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، وأيضاً في (المؤاخاة) بين المهاجرين والأنصار، التي كانت وما زالت أروع وأعظم صورة من التكافل والتسامح والتعايش؛ عرفته البشرية.
*****
* (المعاني السامية والنبيلة للتسامح) آمنت بها المملكة العربية السعودية، وعززتها أنظمة وممارسات اجتماعية فريدة رسمها السعوديون في الداخل فيما بينهم، على اختلاف مناطقهم وقبائلهم وأسرهم، فهم أنموذج في تلاحمهم وتراحمهم، وهم كذلك يتقبَّلون الآخر ويُرحِّبون به أياً كانت جنسيته أو انتمائه، سواء كان أخاً شريكاً في بناء الوطن، أو زائراً كريماً له.
*****
* أما في الخارج، فالمملكة سبَّاقة دائماً في نشر ثقافة التسامح والحوار والتعايش بين جميع أتباع الديانات والثقافات كافة، ومن جهودها الكبيرة والنوعية في هذا الإطار؛ المساهمة في إنشاء ودعم مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد»، الذي تأسس عام 2012م، ومركز الملك سلمان العالمي للسلام، الذي مقره ماليزيا، والذي أتى ترجمة فعلية لسماحة الإسلام، و(مركز اعتدال) المُعزِّز للوسطية، إلى غير ذلك من المراكز والكراسي العلمية المتخصصة في هذا المجال.
*****
* أيضاً من جهود المملكة في ميدان تعزيز التسامح والحوار، حرصها على جمع الفرقاء على طاولة التصالح والتعاون، كما هي اتفاقية الطائف بين أطراف النزاع في لبنان، وكذا عملية الصلح التي قادتها بين جمهوريتي جيبوتي وأريتريا، وقبلها جمع كلمة الفصائل الأفغانية المتناحرة عقب نهاية الغزو السوفيتي، إلى غير ذلك من المساعي التي تنبذ الحرب وتدعو للسلام، ومنها: العطاءات الإغاثية والمساعدات التي تُقدِّمها للمحتاجين في شتى بقاع المعمورة.
*****
* ما سبق عناوين فقط من حوار ثقافي نظَّمته جمعية مراكز الأحياء بمنطقة المدينة المنورة «مجتمعي»، بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مساء الأربعاء الماضي، وذلك بمناسبة يوم التسامح العالمي، والذي شارك فيه الدكتور رجا بن عتيق المعيلي، عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بالجامعة الإسلامية، والدكتور فؤاد بن ضيف الله المغامسي، الخبير والمستشار بتاريخ وموروث المدينة المنورة.
*****
* فالشكر كله لجمعية مراكز الأحياء بالمدينة المنورة، ولأمينها العام الدكتور سمير المغامسي، وجميع زملائه، على تلطُّفهم بتنظيم تلك الاحتفالية الثرية، والشكر كذلك لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومندوبه في المدينة النبوية، المهندس حسين بن نافع.. ويبقى بأن (مملكة الإنسانية) كانت وستظل بإذن الله عاصمة وعنوانا لـ(السلام والتسامح والحوار والتعايش).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
