الصحة نعمة عظيمة

الحمد لله على فضله وعطفه وإحسانه، على العافية بعد المرض، وعلى الفرج بعد الضيق، وعلى الأمل بعد اليأس، يوم الاثنين الماضي، أكملت أسبوعًا بين سرير عنبر الطوارىء في مستشفى (GM- لا موراليخا)، ومن ثم مستشفى (GM- الكالا ذي ايناريث) على بعد خمسة وثلاثين كيلومترًا من مدريد.. كان ذلك بعد جهد جهيد بذلته ابنتي خديجة للحصول على غرفة.. فمستشفيات مدريد وما حولها تعجُّ بالمرضى، والعديد منهم على كراسٍ في صالات الاستقبال.. وعلى هذه الزحمة، تلقيت عناية طبية ومتابعة على أفضل ما يكون.

مساء يوم الجمعة، حضرت ابنتي أماني من بيرن في سويسرا للاطمئنان على صحتي وأحوالي.. كانت زيارتها لي بلسمًا شافيًا بإذن الله.. وعافاني مما انتابني من مرض، أمضت وخديجة وابني إياد مساء الجمعة حتى ساعة متأخرة من الليل.. وعادوا لي جميعهم يوم السبت.. وفي صباح يوم الأحد، عادت أماني بسلامة الله إلى بيرن لمتابعة عملها في سفارة المملكة في بيرن.. وبقي إياد وخديجة بقربي معظم اليوم.

صباح يوم الأحد، عادتني الابنة الغالية ندى توفيق قادمة من برشلونة في طريق عودتها إلى جدَّة... وظللت أتطلع بشوق لمغادرة المستشفى والعودة إلى البيت سالمًا معافى، وبحمد لله وفضله وعناية الأطباء والممرضات، أطلق سراحي من المستشفى مساء الأحد.. ولساني يلهج بالدعاء ليحفظ الله الجميع بالصحة والسلامة من كل مرض ووباء وداء، وصدق من قال: (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يراه إلا المرض).. ربما لأن فاقد الشيء يشعر بأهميته وقيمته.. ولأن من يمتلك الشيء يعتاد عليه حتى ولو لم يعد يشعر بقيمته وبحجم أهميته!

الصحة.. يا لها من نعمة عظيمة.. إنها النعمة الأهم من بين كل ما أنعم الله بها علينا.. فلا المال ولا الولد.. ولا رفاهية ولا متاع في الدنيا أهم من الصحة.. والصحة لا تعني غياب المرض فقط، بل تعني أن جسد الشخص سليم ومعافى قوي وصحي.. وأن عقله سليم وروحه ونفسه مستقرتان لا تعانيان من أية علّة.

والصحة الجيدة هي أن يشعر الإنسان بالرضا والاستقرار.. وأمنه من خوف وتوتر.. ولا ريب أن الخوف والفزع الذي عشناهما بسبب انتشار فيروس كورونا، أكدا لنا حقًّا أهمية الصحة.. هذه الأهميَّة التي أغفلناها كثيرًا، لأننا كنا نعيش في أمان، فقل إحساسنا بالنعمة الكبيرة التي وضعها الله بين أيدينا.. ومن جانب آخر، فالصحة تساعدنا على العيش بطريقة مريحة وتجلب لنا الرفاهية والنشاط الذي نفتقده في حالة المرض.. ورحم الله القائل: (ومِنَ العداوَةِ ما ينالُكَ نَفْعُهُ وَمِنَ الصداقَةِ ما يُضرُّ ويُؤلِمْ).