جنح بي الخيال عن قوم لوط الأقدمين قبل آلاف السنين، وكيف كانوا يُربُّون أطفالهم قبل نزول العذاب الإلهي الشديد عليهم؟ هل ربّوْهُم على تقليدهم الأعمى في ممارسة فواحشهم التي لم يسبقهم إليها أحدٌ من العالمين؟ أم ماذا كانوا فاعلين؟.
لا أعلم، والذي أعلمه هو أنّ قوم لوط الحاليين في الغرب هم أسوأ من الأقدمين لأنّه حتّى الطبيعيين منهم يشجّعون الأطفال الطبيعيين على تقبّل الشذوذ الجنسي للذكر والأنثى وممارسته وكأنّه الفطرة، فيغسلون أمخاخهم الصغيرة لتنظف من الخير وتتّسخ بالشرّ.
في مقطع فيديو صُوِّر في إحدى المدارس الإبتدائية في أمريكا، أمِّ العالم الغربي، جلست مُعلِّمة شابّة طبيعية مع مجموعة أطفال طبيعيين من الجنسين، وبدلاً من تعليمهم بأنّ العَيْش مع آبائهم وأمّهاتهم الطبيعيين هو الوسيلة الوحيدة للاستقرار العائلي، تعلّمهم بأنّ العَيْش مع آباء شواذ أو مع أمّهات شاذّات تحت سقف واحد هو أمر عادي، وفيه تنوّع معيشي رائع، فيستنوق الجمل وتستجمل الناقة، ويستأنث الذكر وتستذكر الأنثى، لا مشكلة، ويصبح لدى الطفل أبٌ وأبٌ متزوجيْن، أو أمٌّ وأمٌّ متزوّجتيْن، ولو وجدوا طريقة لأن يحمل الأب من الأب والأمّ من الأمّ لفعلوه بلا حياء، وقد تلقّى الأطفال هذه الحصّة الدراسية الشيطانية الإبليسية برد فعل مشتاق يدلّ على ولادة أجيال غربية طاغية عدداً من قوم لوط.
وأنا لا أكترث بالغربيين، فلن يضرّونا طالما اهتدينا، لكنّهم لا يكتفون بتلويط قومهم، بل يسعون لتلويط العالم معهم، وتساندهم في ذلك المنظّمات الدولية التي يسيطرون عليها، وعلى رأسها هيئة الأمم المتّحدة، ومن أهدافهم المعلنة والسرية تلويط المسلمين كما تلوّطوا هم وإفساد الإسلام عليهم، ويستغلّون كلّ مناسبة عالمية لنشر ثقافة قوم لوط والدعوة لدعمها، وبعض المسلمين ليسوا معصومين وفيهم سمّاعون للغربيين، فلا جرم أنّ على الدول الإسلامية التصدّي المباشر وغير المباشر للمخطّطات الغربية الفاسقة بكلّ ما أوتيت من قوة، رضاً لله وقُرْبةً وعبادةً، وطاعةً له، واتقاءً لغضبه الشديد وعقابه الأليم في الدنيا والآخرة، ولا تؤاخذنا يا الله بما يفعل سفهاء الغرب، باسم الحريات المزعومة وحقوق الإنسان.