* يظل الشعر في ذات المكانة التي يحضر بها دومًا كعامل (مؤثر) اكتسب منه الشاعر أهمية كبيرة، ولا عجب في ذلك، فالشعر منذ القدم، وهو يحمل (رسالة) أيًا كان مغزى تلك الرسالة، في تفاوت واضح بين شاعر، وآخر حسب قناعة الشاعر حيث يوظف شعره.
* وفي مقال اليوم وجدت أن من الإنصاف أن أتناول، ومن باب الإشادة المستحقة حضور شاعر استطاع بكل اقتدار (توظيف) موهبته الشعرية فيما يمثل (ماركة مسجلة) له، حيث الكلمة (المسؤولة)، والقصيدة (الهادفة)، التي تخرج بما يمثل (مقطوعة) أدبية تجمع بين جمال الأسلوب، وثقل (قيمة) المكتوب.
* فلا أجمل من تلك القصيدة التي تأتي موافقة للفطرة، حيث تقديس الخالق جل في علاه، وتسبيحه، والطواف في ملكوته بما يربط المستمع بخالقه، ويوظف الشعر في رسالته (السامية)، التي تتناول بشمولية ما يود الشاعر إيصاله، وما ينشده من (تأثير) في ذائقة المتلقي، وسلوكه.
* ومن هنا يتضح دور الشاعر الذي (يُثمن) الكلمة، ويدرك أنه من خلال شعره يحمل (رسالة)، غايتها أن يخلد الشاعر اسمه من خلال شعره الهادف، وقصائده التي تطوف قنوات التواصل معرفة به كأجمل ما يكون التعريف، وهل هنالك أبلغ من شعر يُعرف بقائله؟!
* وهو ما تحقق بكل اقتدار في شعر شاعر (الحكمة) صالح حسن الكيرعاني، وعندما أقول شاعر الحكمة فليس ذلك سوى استنطاق لمفردات قصيده، وما عرَّفه به شعره في مجمله من دروس صاغها بكل اقتدار في قالب من (الحكم)، التي تعكس كم هي تجربته الحياتية غنية، كما هو حضوره الشعري.
* تأملوا على سبيل المثال لا الحصر روائعه الشعرية: (تمجيد رب العالمين، ألا يا إله ما عبدت سواه، مبرية سحم الذياب اتعوي بها، وألفية الكيرعاني)؛ لتقف عزيزي القارئ على غاية سامية من مقاصد الشعر، مع ثقتي بوصولك إلى ذات الانطباع، الذي وصلت إليه، وخلصت من خلاله باستحقاق أن أفرد لهذا الشاعر القدير مساحة هذا المقال.. وعلمي وسلامتكم.