استضافت أُحدية الأستاذ الأكاديمي ورجل الشورى السابق أخي الكريم -منذ أيام البعثة- الدكتور عبيد بن سعد العبدلي الأسبوع الفائت معالي الزميل والأخ الكريم الدكتور خالد بن صالح السلطان، رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ومدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن السابق.
كنت قد ذكرت غير مرة في السابق إعجابي بقدرات وعقلية وأسلوب إدارة (ما شاء الله تبارك الرحمن) هذه الشخصية الوطنية المميزة، لا أُبالغ عندما أقول إن الكثير من نجاحات وادي مكة للتقنية في جامعة أم القرى إبان تشرفي بإدارتها كانت نتاج دعم وتشجيع وأفكار معالي الدكتور خالد السلطان الرائعة.. لا أذكر يوماً أني طلبت من معاليه مشورة تخص العمل الأكاديمي والبحثي والإبداعي في الجامعة إلا وكان معاليه عند حسن الظن.
كانت استضافة أحدية الدكتور عبيد العبدلي لمعاليه مفيدة جداً وأكثر من رائعة حيث أجاب على الكثير من الأسئلة والاستفسارات والنقاط التي طرحت من قبل حضور الأحدية، خاصة تلك التي تتعلق بموائمة التعليم العالي في المملكة وسوق العمل؛ فقد ذكر بكلمات جميلة وسهلة ومفهومة وضرب أمثلة واقعية: «إن مهمة الجامعة هو تخريج طلاب بمهارات جامعية، وإلا أصبحت الجامعة معهد تدريب كبير».
لا يزال في الذاكرة محاضرة لي بأحد المؤتمرات -قبل سنوات- أقيمت في رحاب جامعة أم القرى ذكرت فيها أن دور الجامعات ليس تخريج متعلمين، وهذا دور المؤسسات التعليمية قبل الجامعة، وإنما دور الجامعات هو تخريج علماء ومفكرين وباحثين إضافة لغرس القيم والمثل الحميدة فيهم وإكسابهم الكثير من المهارات التي تساعدهم في سوق العمل، فمن غير المعقول أن نوقف قبول الطلاب في كلية اللغة العربية -على سبيل المثال- بحجة عدم احتياج سوق العمل لخريجيها والأمر ينطبق على بقية الكليات الجامعية الأخرى.
وانتقل معاليه بعدها للكلام عن مجالس إدارة الشركات والمؤسسات وبين أهمية ودور كل عضو من أعضاء المجلس في نجاح الشركات وتطورها والعكس صحيح، وذكر الكثير من الأمثلة بأسلوب سهل بسيط.. في المجمل كان اللقاء ممتع وجميل؛ أتمنى أن يدرس ما ذكره معاليه في تلك الليلة في كليات ومعاهد الإدارة حتى يستفيد منه الشباب السعودي قبل وبعد تخرجهم من الجامعة.. نعم الضيف أبا سلطان ونعم المضيف أبا سعد.