منذ أطلق مسمى العروس على مدينة جدة وهي تفاخر بجمالها وتستحث كافة سكان المملكة لزيارتها والتمتع بسحرها وجمالها وهذا بالطبع كان تبعاً لما أولته القيادات الحاكمة من دعم متواصل وغير محدود -رحم الله من لقي ربه منهم وحفظ الباقين-، إلا أن اللافت للانتباه أن المدينة -أقصد العروس- خلال العامين الماضيين بدأت تذبل في تقديم الكثير من الخدمات الضرورية للإبقاء على جمالها، فالنظافة بدأت تذبل وعلى ما يبدو أن الشركات القائمة على النظافة ينطبق عليها مقولة (خل الدرعا ترعى) لعدم وجود متابعة ومحاسبة لها، ولعل سكان المدينة والمقيمين بها يشعرون بهذا القصور الكبير الذي أدى إلى بروز مشكلات تابعة لها كانتشار الفئران والذباب والبعوض بدرجة لافتة، وفي جانب آخر بدأت الحفر والمطبات تنخر جسد الشوارع في ظل تهاون وعدم متابعة ومحاسبة الشركات القائمة على إيصال خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات التي لا يضبط عملها أي ضابط يحد من فوضويتها وتساهلها المفرط ولعل مشاهدة واقع الطبيعة تكفي عن الشرح والتوصيف.
وما يدعو للتساؤل وحتى الاستغراب هو أن المدينة بعد عملية الإزالة لـ38 حيًا لغرض التطوير المقرر لها ضمن خطة 2030 وهذا أمر يثلج الصدر ويوحي بمستقبل باهر للمدينة في المستقبل القريب إن شاء الله بفضل اهتمام ودعم وتخطيط قيادتنا -رعاها الله وسدد خطاها-، إلا أن المستوجب من قبل أمانة المدينة وبلدياتها أن تحول كافة الإمكانات البشرية والمادية التي كانت مخصصة لتلك الأحياء إلى كوادر دعم للأحياء الباقية بحيث يبرز ذلك تحسيناً لافتاً على كافة الخدمات الهامة كالنظافة والإنارة والسفلته ومكافحة الحشرات لكن الذي حدث كان العكس، فأين ذهبت تلك الإمكانات؟ فهذا سؤال يستوجب على القائمين على الأمانة توضيحه؟
ولعل المكانة العظيمة التي وصلت إليها بلادنا في مختلف المجالات الحضارية مما جعلنا جميعاً نفاخر بها أمام العالم وجعل العالم يضعها مثالاً حياً للقفزات الحضارية التي أبهرتهم يستوجب على كل القائمين على هذه المدينة العروس أن يعيدوا لها بريقها وجمالها فهي بوابة الحرمين الشريفين وهي المركز التجاري الأول الذي يغذي كافة مدن مملكتنا الحبيبة ويقيني أن قيادتنا -رعاها الله- سيكون لها الكثير من القرارات التي ستعيد لعروس البحر الأحمر جمالها وحيويتها التي عرفت عنها.. والله تعالى من وراء القصد.