من جزيرة العرب الأرض الطاهرة التي تعد منطلق الحياة البشرية ومهبط الأديان السماوية وأرض الحرمين الشريفين وبفضل عون الله تعالى وحكمة قادتها ستكون بداية التحول الذي سيشهده العالم في المستقبل المنظور الذي سيحدث الكثير من التحول في مختلف المجالات الحياتية وفي مقدمتها مجالي السياسة والاقتصاد.
ومن هذه البلاد ستتغير موازين القوى والأقطاب العالمية وستكون البداية الحقيقية للصحوة العربية، فما قلته ليس مجرد آمال وطموحات بل هي مؤشرات حقيقية بدأنا نلمسها في أرض الواقع لعل أول تلك المؤشرات وأهمها هو المؤتمر الثلاثي الذي تم تحت قيادة مملكتنا الحبيبة التي تمت بحكمتها وفطنتها التي استطاعت أن تقول للقطب الأكثر تأثيراً في العالم أمريكا كفاك تجبراً وغطرسة وسلطة مطلقة فأنت لست وحدك في العالم الذي تحكمه المصالح المتبادلة بين الحكومات والشعوب لا المصلحة الواحدة.
ثم كانت البداية الفعلية لهذا التحول المستقبلي المتوقع كان في عقد القمة الثلاثية التي جمعت بين القيادة السعودية ثم الخليجية ثم العربية مع نظيرتها الصينية فاجتماع هذه الدول مع أهم الدول التي تعد القطب الثاني في العالم بعد أمريكا وما ترتب على تلك اللقاءات من قرارات إستراتيجية في مختلف المجالات الحياتية وخاصة العسكرية والاقتصادية فالدول العربية وما حباها الله تعالى من ثروات بشرية ومادية فوق الأرض وتحت الأرض عندما تتحالف مع الصين العظمى حتمًا سيتغير الكثير من معالم الواقع السياسي والاقتصادي وخاصة في ظل ما تعيشه الأمة الأوروبية من حالة ضعف وخمول بدأ ينخر جسدها وفي المقابل بروز قوى عظمى أخرى غير أمريكا بدأت تهدد زعامتها وتفوقها عسكرياً واقتصادياً كالصين وروسيا وكوريا الشمالية ومعها حديثاً القوة العربية بثرواتها البشرية والمادية.
كل تلك المؤشرات حتماً ستحدث التحول في ميزان القوى وتعدد الأقطاب المؤثرة في بناء إستراتيجيات العالم، ولعل هذا كله لم يحدث لولا حكمة وحنكة القيادة السعودية التي تولت عملية البناء لهذا المستقبل فجمعت تلك القوى وقررت معها الكثير من القرارات الإستراتيجية التي سنرى نتائجها حتماً في المستقبل المنظور فكما يقال علمياً (المقدمات تدل على النتائج) وكل المقدمات الملموسة تقول إن مستقبل الأمة العربية سيتغير من التبعية المطلقة لأمريكا إلى الشراكة المتزنة مع الصين وروسيا فالمستقبل سيكون آسيوياً عربياً وإن غداً لناظره قريب.. والله من وراء القصد.