* المنتخب السعودي لكرة القدم قَدم في بطولة كأس العالم المقامة في قَطر عطاءً لا بأس به، وفق ما يمتلكه من قدرات فنية محدودة، فقد أخلص لاعبوه واجتهد القائمون عليه لكي يرفعوا راية الوطن في هذه التظاهرة الرياضية العالمية، ولكن بالتأكيد أن ما خرج به (منتخبنا) لا يوازي ما تحظى به الرياضة السعودية عموماً، وكرة القدم تحديداً من دعم لا محدود في كافة مساراتها من القيادة الحكيمة.
*****
* وهنا ولكي يتجاوز المنتخب السعودي تميز المباراة الواحدة، أو بطولة الصدفة، وينتقل لمحطة أن يكون منافساً شرساً ورقماً صعباً في جميع البطولات، يلزمه أن ينطلق من إستراتيجية واضحة ومنظومة مؤسساتية تبني الأهداف وترسم لتحقيقيها البرامج التنفيذية المبدعة في تطبيقها، وأجزم أن من أهم العناوين لتلك الإستراتيجية ومنظومتها المسارعة في خصخصة الأندية، لكي تدار بعقليات الشركات الكبرى، وليس بسيطرة وأهواء بعض أعضاء الشرف.
*****
* وهناك تحفيز اللاعبين السعوديين على الاحتراف بالدوريات العالمية، ولعل البداية تكون بالمتوسطة منها ثم بإذن الله الكبرى، وهذا لن يتحقق إلا بتخفيض رواتبهم في أنديتهم المحلية لكي يكون الاحتراف الخارجي مغرياً مادياً لهم كما هو الحال مع اللاعبين المغاربة؛ أما أساليب الابتعاث والمعايشة التي مازلنا ندور في حلقتها المفرغة فلم تُؤت أُكُلها، ولعل أقرب شواهد عدم توفيقها اللاعب فهد المولد وما حدث لمسيرته الرياضية من عثرات مع الاحترام لشخصه الكريم، وقد كان أحد مخرجاتها في سنوات خلت.
*****
* أيضاً من المهم تقليص عدد اللاعبين الأجانب في الدوري حتى تتاح الفرصة لـ(السعوديين)، وتتسع دائرة الاختيار منهم، كذلك كم أتمنى أن يخرج (منتخبنا) من أَسْر عقدة ظلّ يعاني منها لسنوات طويلة، وهي قتل المواهب الشابة بالاعتماد على من هرموا تحت ذريعة الخبرة، حيث أصبح من المستحيلات أن نرى في المنتخب من أعمارهم في السابعة عشرة والثامنة عشرة كالمنتخبات العالمية؛ ولعل أقرب الشواهد تجاهل نجوم منتخبي الشباب والأولمبي المبدعين آسيوياً مع الحاجة إليهم في (الأول) الذي يُعاني مثلاً من العقم الهجومي!
*****
* ويتبقى من عناوين: (الوصفة الجميلية لنجاح كرة القدم السعودية) العمل على أن تبقى (كرة القدم السعودية في الملعب)؛ وذلك بالقرارات المشددة والعقوبات الصارمة التي تحاصر وتجاوزات بعض مسؤولي الأندية وإعلامييها، الذين لا عمل لهم إلا صناعة الضجيج في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، الذي نتيجته التعصب والاحتقان بين الجماهير؛ حتى وصل الأمر بطائفة منها حد الكراهية، وحتى تمني هزيمة (منتخب الوطن) انتصاراً لهذا الفريق أو ذاك، وأخيراً هذه دعوة لإحالة (فرقة حسب الله من الإعلاميين) التي أدواتها السّب والشَّتم، وترديد نظرية المؤامرة، ولاسيما ومعظم أعضائها من (العواجيز) الذين استمروا على ذات النهج والمنهج دون أن يُفيدوا من تعاقب السنون وتجاربها، (وسلامتكم طلبقكم الله ودمعزَكم)!.