برنامج يُعنى بتحسين جودة الحياة من خلال تهيئة البيئة اللازمة ليحيا الفرد والأسرة حياة كريمة آمنة من التلوث البيئي، تُعزّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة المختلفة التي تساهم في تعزيز جودة الحياة، وتوليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي. وقد أُطلق البرنامج عام 2018م لتحسين جودة الحياة في المملكة عبر بناء وتطوير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية؛ تُعزِّز من أنماط الحياة الإيجابية، وتزيد تفاعل المواطنين والمقيمين مع المجتمع.. وتمكَّن البرنامج من فتح آفاق جديدة لقطاعات جودة الحياة، كخطة تطوير الأحياء العشوائية في مكة المكرمة وجدة والرياض، لتوفير حياة كريمة لسكان هذه المناطق، وتطوير بعض الأحياء لتكون مناطق حضارية عالمية، وتوفير المناطق السكنية التي تحتوي على كافة مظاهر الحياة الآدمية، حيث تفتقد المناطق المنطبق عليها الإزالة، في الرياض مثلاً، إلى كافة الخدمات الصحية والتعليمية والتنظيمية، وقد كانت مأوى للخارجين عن القانون، لذا صدر قرار بإزالتها، ويوجد في مدينة جدة (32) حيًا عشوائيًا تم إزالة (30) حيًا منها حتى الآن، ويعمل البرنامج على تطوير القطاع البلدي، شاملًا أنسنة المدن، وتحسين المشهد الحضري، والارتقاء بالخدمات المقدمة.
وفي 14 شعبان 1442هـ أعلن سمو ولي العهد «مبادرة السعودية الخضراء»، و»مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين سترسمان توجُّه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة، وقال سموه: بصفتنا مُنتِجًا عالميًا رائدًا للنفط نُدرك تمامًا نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، ومثلما تَمثّل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة.. فالمملكة والمنطقة تُواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يُشكِّل تهديدًا اقتصاديًا للمنطقة، كما أنّ تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري قلَّص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة، وستعمل المملكة من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.. وبيّن سموه أنّ المبادرة ستتضمن عددًا من المبادرات الطموحة من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة، ما يُعادل إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفًا، تمثّل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.. كما ستعمل على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تقدر بـ(600) ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.
وأضاف سموه: إن مبادرة السعودية الخضراء ستعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء بالمملكة بحلول 2030م، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافةً إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94%.
وأوضح سموه أنّ المملكة مصممة من خلال دورها الريادي على إحداث تأثير عالمي، وسنبدأ العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون ودول الشرق الأوسط، ونسعى بالشراكة مع الأشقاء لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، مبينًا سموه أنّ البرنامج يهدف لزراعة (50 مليار) شجرة.. وأضاف سموه أنّ حصة إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط لا يتجاوز اليوم 7%، وأن التقنيات التي تستخدم في إنتاج النفط في المنطقة ليست ذات كفاءة، وستعمل المملكة مع هذه الدول على نقل المعرفة ومشاركة الخبرات، مما سيُسهم في تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة بأكثر من 60%.
وتمثل مدينة نيوم نموذجًا مثاليًا للمدينة التي تتوفر فيها مقومات جودة الحياة، وستفتح أبوابَها لتكون موطنًا ووجهةً لأصحاب الأحلام الكبيرة، ولكل مَن يطمح أن يُسهم في بناء نموذج جديد لمعيشة مستدامة ومزدهرة، ومنصّة عالمية ترسم فيها ريادةُ الأعمال والابتكار معالمَ المستقبل الجديد، وسيُحقق مشروع نيوم ثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في تحقيق معيشة استثنائية، وبيئة أعمال مزدهرة، وإعادة ابتكار مفهوم الاستدامة.. وهكذا نجد أنّ تَوفُّر مقومات الحياة الكريمة الصحية والآمنة يساعد على ممارسة الفرد والأسرة مختلف الأنشطة؛ إذ عمل البرنامج على تنويع الفرص الترفيهية، مثل إعادة إطلاق قطاع السينما، وتنظيم الفعاليات المختلفة المحلية والعالمية، وافتتاح عدد من المتاحف والمعارض الثقافية والمهرجانات الموسيقية، كما استثمر البرنامج في تطوير الكوادر البشرية بقطاعات جودة الحياة المختلفة، وتطوير المواهب، كما عُني بتطوير القطاع السياحي في المملكة، والإسهام في تعزيز مكانة المملكة وجهةً سياحيةً عالميةً.. وسيُواصل برنامج جودة الحياة جهوده في تمكين قطاعات الثقافة والتراث، والرياضة، والترفيه، والسياحة، إضافةً إلى قطاع الهوايات، كما يعمل على تسهيل استثمار القطاع الخاص في هذه القطاعات لضمان تنميتها واستدامتها.