أحد المشجّعين الإنجليز وبعد إقامته في قطر خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم، غرّد في تويتر مُنتقداً بني جلدته ومعشر الأوروبيين عموماً، بسبب استخدامهم لمناديل الورق فقط لتنظيف أجسادهم بعد قضاء الحاجة في المرحاض، وأشاد باستخدام شطّاف الماء للتنظيف بعد تجربته، قائلاً بالحرف الواحد: هناك فرق يا رجل.
نعم.. هناك فرق يا رجل، There is a difference man، ولو حصل التنظيف بالجمع بين الاثنين، بمعنى: بشطّاف الماء أوّلاً ثم تجفيف الجسد بمناديل الورق لصار الفرق أكبر وأكبر.
والحمد لله على نعمة دين الإسلام، دين النظافة والإيمان، نظافة المظهر الخارجي والجوهر الداخلي، دين الوضوء والوضاءة خمسّ مرّات في اليوم على الأقلّ لمقابلة الخالق عزّ وجلّ، الذي أمر بالنظافة الجسدية والطهارة الروحية.
لكنّ هناك عجيب وأعجب منه في الأمر، فما هما؟.
العجيب هو أنّ الذين يصنعون شطّاف الماء لا يستخدمونه، ومعظم أصناف الشطّاف مصنوعة في أوروبا، بل إنّ الأوروبّي هو أجودها على الإطلاق على مستوى العالم، والأوروبيون يصنعونه خصّيصاً وفي الغالب لاستهلاك العرب والمسلمين، وهذا لا يقبله العقل والمنطق، أن تعتمد حضارة أناس نظيفين على صناعة حضارة أناس آخرين غير نظيفين.
والأعجب هو أنّ من يُكثِر من استخدام الشطّاف للنظافة لا يصنعونه على الإطلاق إلّا في النادر، هذا إن كان هناك نادر في أوساط الدول العربية والإسلامية.
يحتاج العرب والمسلمون لصناعة ما يمارسون به دينهم على الوجه الأكمل بأيديهم وليس بأيدي غيرهم، فكفى تطفّلاً على غير العرب والمسلمين لشؤون العرب والمسلمين الخاصّة بهم، وهذا ينطبق على أشياء كثيرة في الحياة وليس النظافة فقط، والمطلوب هو ثورة صناعية عربية وإسلامية تحرّر العرب والمسلمين من وصف غيرهم بالكُفْر ثمّ الاستيراد منهم.. جُلّ ما يحتاجونه في الحياة.