مؤسف أن يصل الإنسان وأن تصل المرأة في أفغانستان هذا الحد من الفجيعة والخيبات والهزائم؛ التي حوَّلت الخلاص من الاحتلال الأول إلى احتلال آخر، والوجع إلى وجعٍ أكبر، حتى أصبح التعب في متناول الجميع، وباسم الدين يُمارسون كل ما لم يكن في الدين، حتى وصل بهم الحد إلى منع الفتيات من التعليم الجامعي، وكأن التعليم ذنب، وكأن التعليم عار، فأي وجع هذا الذي أساء لديننا العظيم، الرحيم بالإنسان، ديننا الذي قال: بسم الله «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، إلا أن هذه الحركة الرجعية المسكونة بالغباء الفكري قدمت أنموذجاً فريداً في تعزيز الكراهية للدين، ونشر الحقد عليه في كل مكان في العالم، الذي استنكر ما فعلوه، وكلكم قرأ ما قاله العالم المنزعج جداً من ذاك القرار، كما قرأ بيان وزارة الخارجية، والتي عبَّرت فيه عن استغرابها وأسفها لما حدث، حيث قالت: «تُعرِب وزارة الخارجية عن استغراب وأسف المملكة لقرار حكومة تصريف الأعمال الأفغانية؛ بمنع الفتيات الأفغانيات من حق التعليم الجامعي، وتدعوها للتراجع عن هذا القرار الذي يثير الاستغراب في جميع الدول الإسلامية».. انتهى.
وليتهم يتراجعون، وليتهم يفعلون ذلك عاجلاً..!!
تعليم المرأة حق مشروع، وديننا يرفض أن تُعامَل المرأة بمثل هذا الظلم والحرمان، وأي حكومة هذه، وأي دين هذا الذي يُمارَس هكذا وأد بطريقةٍ مختلفة، وحرمان المرأة من التعليم هو وأد خالص وقتل صارخ، وعمل فاضح لحركة تريد أن تصنع وتضع حواجز أمام وعي المرأة، وعقل المرأة، وحياة المرأة، التي تعلم أن دينها وإسلامها هو علمها، وأن مستقبلها هو في التعليم، الذي بدونه تغتال قداسة الأشياء التي بالعلم جاءت، وبالعلم صُنِعَت، وبالعلم أنجزت، وبالعلم تقدَّمت وبالعلم أصبح المستحيل ممكناً، فكيف يكون حال المرأة الأفغانية التي مُنعت من تعليمها الجامعي دون ذنب ودون سبب؟!!.
(خاتمة الهمزة).. (لا) مقاييس معروفة لمنطق هذه الحركة؛ التي تقوم بتصريف الأعمال في أفغانستان، والتي خرجت من ظلم الاحتلال إلى ألمٍ أكبر.. وهي خاتمتي ودمتم.