عندما سُئل العميل السري السوفييتي (يوري بيزينوف): ما الذي يمكن عمله لتمزيق وحدة صف أي بلد، وهل الحرب كافية لتحقيق هذا الهدف؟.
أجاب: إن زمن الحروب العسكرية لإخضاع الدول قد انتهى كأولوية، فالانتصار الآن يتم تحقيقه من خلال تدمير منظومة الأخلاق والقيم، وهذا يحتاج من 15- 20 سنة.
وبالسؤال: ولماذا هذه المدة الزمنية؟، فكان جوابه: لأنها المدة الكافية لتنشئة وتعليم جيل واحد من الصغار على القيم (البديلة) والأخلاقيات المبتذلة التي يُرادُ ترسيخها في المجتمع، وهي كافية لنسف المجتمع ومحو هويته بمرور الأيام.
هذا النهج لم يستخدمه السوفييت فحسب، بل العديد من الدول الغربية وغيرهم من المستعمرين، وجلُّهم يَعتبر أن الخطوة الأولى هي إفساد التعليم.
ومن نافلة القول أن نذكر أن ضمن أجندة منظمة أو حزب الإخوان المسلمين هو الهيمنة على قطاع التعليم، وقد كان لهم ما أرادوا، ولم يتم استدراك ما فعلوه إلّا في وقت متأخر.
وعودة إلى آراء العميل (يوري بيزينوف) التي ركّزت على صرف الناس عن تعلّم أي شيء بنّاء وفعّال؛ والعبث بالنسق الاجتماعي ونزع الإحساس بالمسؤولية لدى المجتمع، وإضعاف الحس الوطني، وضرب مثلاً لتعزيز هذا التوجّه من خلال دعم رموز إعلامية لم تكن معروفة سابقاً، ولا تحظى بقبول الناس لتصبح ذات تأثير كبير في الحياة الاجتماعية.
ثم ينتقل للحديث عن المرحلة الثانية وهي (زعزعة الاستقرار)، وتستغرق من سنتين إلى خمس سنوات من خلال إذكاء النعرات الطائفية والعصبيات في المجتمع، والبحث عن سفاسف الأمور، والجري وراء الموضة والملذات، وفقدان الحس بأهمية احترام الوطن ورموزه، ومساندة الخونة والمندسين، والبحث عن عملاء يمكن شراؤهم وتجنيدهم، وهذا ما يقود البلاد إلى المرحلة الثالثة التي قد لا تستغرق أكثر من ستة أشهر، ينتج عنها فوضى سياسية وانفلات أمني، ودخول البلد في نفق مظلم أو حرب أهلية.
هناك العديد من السبل لتعزيز وحدة الصف الوطني لأي بلد وإفشال المؤامرات ضده، من أبرزها: إعادة المجتمع إلى القيم الدينية والأخلاقية والفضيلة، فالتماسك المجتمعي يحفظ الأوطان حتى في أكثر الأيام سواداً.