يُقال في المثل الشعبي: أكبر منّك بيوم أعلمْ منّك بسنة.. وفي الحقيقة استفدت كثيراً وتعلّمت أكثر من قراءاتي لكتب البحث العلمي، ونشري لبحوث في تخصّصي في مجلّات جامعية محكّمة داخل المملكة وخارجها، وأشرفت على رسائل علمية وناقشتها، وألفت بضع كتب تناولت طرق البحث العلمي ومناهجه وكتابته وتحليل بياناته وتفسير معلوماته.
من خلال هذه النشاطات في البحث العلمي؛ اتضح لي أن هناك عدد لا يستهان به من عناوين غير صحيحة لموضوعات متباينة، وتحتاج إلى إعادة صياغة لبحوث ودراسات ورسائل ماجستير ودكتوراة في الجامعات والكليات والمجلّات العلمية التي تُولِي التحكيم العلمي عناية خاصة.. ومن أجل توضيح هذه العناوين غير الدقيقة توجد أمثلة كثيرة من الأفضل أن يستفيد الباحث منها، على سبيل المثال: - القيادة الإدارية ودورها في زيادة إنتاجية المؤسسة.
- نظام الحوافز وأثره في تحسين أداء الموظفين.
- التدريب الإداري الجيد.
- الإدارة الإسلامية.
- الاقتصاد الإسلامي.
بالنظر إلى العنوان الأول، أليس واضحاً أن حرف العطف (الواو) قسّم الموضوع إلى قسمين؛ القيادة الإدارية، ثم دورها في زيادة إنتاجية المؤسسة، المفروض إلغاء واو العطف، ليكون العنوان الصحيح: دور القيادة الإدارية في زيادة إنتاجية المؤسسة، وبهذا يكون العنوان موحّداً ويغطّي دور القيادة في زيادة إنتاجية المؤسسة.. عندما يقرأ المناقش العنوان الأول؛ فإنه لن يجد في البحث الذي بين يديه أشياء كثيرة عن القيادة مثل أنواعها وأهميتها وأهدافها ونظرياتها ونماذجها وغيرها، ويصبح الباحث في حيرة من أمره ولا يستطيع الإجابة عن الأسئلة الموجّهة إليه؛ لأنه لم يحدد موضوعه في دور القيادة، وإنما بدأ بالقيادة وهو موضوع واسع جداً يصعب احتواؤه، ولهذا يكون العنوان الصحيح: دور القيادة الإدارية في زيادة إنتاجية المؤسسة.
ونفس التصحيح في عنوان الموضوع الثاني حيث يبدأ العنوان بـ أثر الحوافز في تحسين أداء الموظفين، أما بقية العناوين فإنها ليست لبحوث علمية، وإنما يمكن أن تكون لكتب أو لمقالات خاصة بالصحف المحلية أو المجلاّت الثقافية والشعبية، والله الهادي إلى سواء السبيل.