السور والباب والحارس...!!

.. قبل أيام التقيت بأخوين مثقفين عربيين

في أحد مطاعم الفنادق المحيطة بالحرم

تحدثا بإعجاب عن الخدمات

التي تقدمها الدولة لقاصدي بيت الله الحرام

وقدما شكرهما على هذه الجهود..

ثم تحدثا بإبهار شديد جدًا

عن هذا التحول الرقمي المذهل

وهذا التطور الكبير الذي تشهده المملكة

وكأنهما يعنوان:

«دولة من قلب الصحراء تسابق أرقى دول العالم

تحولاً رقميًا وحوكمة»..

وتطرقنا إلى الحملات التي تشن على المملكة..

أسبابها؟ وتداعياتها؟ ومن يقف خلفها؟

قال أحدهما: عليكم أن تتوقعوا أيها السعوديون

المزيد من الحملات المركزة

فكلما أزددتم تطورًا ازدادوا هم في عداوتهم شدة..

وختم الآخر: وعليكم أن تستوعبوا كل المتغيرات

وأن تتماسكوا بقوة...

*****

.. غادرت المكان وفي رأسي

تجول خاطرتان..

الأولى أننا فعلا نواجه حملة شرسة

وتزداد ضراوة في هذه المرحلة بالذات

والسبب الرئيسي هو ما تشهده المملكة

من تحول جذري ونقلة نوعية محتلفة تمامًا

في ظل رؤية 2030

نحن الآن أكثر قوة وتأثيرًا في العالم

ولذلك هم يحاولون بكل السبل

تعطيل هذا المشروع النهضوي السعودي الضخم

فعلينا كسعوديين أن نعي حجم المرحلة

وحجم المتغير وحجم المواجهة..

يجب أن يكون لدينا ثقافة مفاهيم

وثقافة معطيات..

*****

.. الخاطرة الثانية هي التي

عبر عنها ذلك الصديق «تماسكوا بقوة»..

وأنا هنا أعني ولعله كذلك (اللحمة الوطنية)

هذه اللحمة هي حائط الصد الأول والأقوى

وقد أثبت هذا الشعب النبيل في العديد

من الأزمات قدرته على التصدي

ومجاوزة الأخطار كما حدث مع القاعدة وداعش

والإرهاب وثورات الربيع العربي وغيرها

بقوته وتماسكه وتوحده ولحمته..

وفي هذه المرحلة سنجد أن الحملات تحاول

بأي شكل اختراق هذه اللحمة من الداخل

من خلال الشائعات واختلاق الأحداث وتضخيمها

وإحداث البلبلة ومحاولة تشكيل رأي عام مناهض

وهذا كله يجب أن نعيه تمامًا ونستوعبه

ونفوت أي فرصة للنفوذ منه..

هذا من جانب....

ومن جانب آخر علينا أن نعي أيضًا

أن نسيجنا الاجتماعي متنوع طائفيًا وعرقيًا

وهذا التنوع في الدول الأخرى يخلق هشاشة في التوحد

وهذا على عكس ماهو موجود عندنا ولله الحمد

من وحدة وطنية هي مضرب مثل

ولذلك ستظل جهود الحملات النفوذ من خلال المكونات

ومحاولة إحداث تشققات بها

ولذلك علينا أن نتنبه إلى هذا

علينا أن نبتعد عن التنافر الطائفي

وعن العصبية والعنصرية

علينا أن نمد أيدينا لأيدينا، نستوعب بعضنا بعضًا..

نتماسك ونتعاضد..

ونشكل للوطن سورًا وحارسًا

كما نحن له على الدوام...