* لا شك في أن صدور لائحة الذوق العام كان له الأثر الكبير في اختفاء الكثير من المظاهر التي كانت تناقضه جملة وتفصيلاً، جاء ذلك في وقت لا يمكن التعويل فيه على (الوعي) المجتمعي، وإلا لما كان صدور تلك اللائحة انتصاراً (للذوق العام)، في وقت تمادى البعض في مفهوم (الحرية) إلى حيث تجاوز الخطوط الحمراء له، فكان لابد من وجود لائحة ترعاه، وتحافظ عليه.
* وفي هذا الشأن فإن في مراعاة الذوق العام كشأن مجتمعي، ومتطلب هام في الحفاظ على تماسك قوام المجتمع من الأهمية بمكان، فإن في مراعاة ذلك في (المسجد) ما يمثل بالغ الأهمية، منطلق ذلك مكانة المسجد، وكونه منطلق (رسالة)، ومعلم إصلاح، فضلاً عن أنه مكان عبادة يُفترض أن يكون وقوف العبد فيه كأجمل ما يكون الوقوف، وأنضر ما تكون (الزينة).
* وهذا بكل أسف لا يتحقق لدى بعض (المصلين)، فيكون حضورهم بما يفوق دواعي منع من أكل ثوماً أو بصلاً، حيث لا اهتمام بالنظافة الشخصية، ولا الهندام، الذي لا يمكن له أن يحضر به في مكان العمل، فضلاً عن أن يقابل به مسؤولاً، وما ذلك إلا للتهاون في إدراك قيمة وأهمية المسجد، بدليل أن ذات الشخص عندما يحضر في أي مناسبة تجده كأجمل ما يكون، وهي صورة تظهر بجلاء في صفوف (العمالة)، الذين يؤكد (إهمال) بعضهم لجانب الذوق العام في المساجد مدى الحاجة إلى توعيتهم بذلك، ثم سن لائحة ذوق ترتقي بالجميع إلى حيث مكانة وأهمية المسجد، وما يجب أن تكون عليه صورة المصلين فيه.
* وللوصول إلى تلك الصورة (المشرفة)، فإن من الضرورة أن يكون العامل مطلعاً على تلك اللائحة قبل قدومه، في وقت يقع على عاتق صاحب المنشأة الدور الكبير في ترسيخ ذلك في أذهانهم، وتبصيرهم بما يجب عليهم حال حضورهم إلى المساجد، دون أن أغفل أهمية دور إمام المسجد بالتذكير بذلك، وصولاً إلى بناء (ثقافة) مجتمعية تتناسب، وهيبة (البنيان المرصوص)، الذي تتجلى فيه كل معاني الجمال المادي، والمعنوي.
* دون أن أُغفل ذلك الجانب في أبناء الوطن، وأهمية أن يكونوا (قدوة) في مظهرهم، ومخبرهم حال حضورهم إلى المسجد، منطلقهم في ذلك استشعارهم لمكانته، وسمو (الوقوف) بين يدي الله تعالى، وفي ذلك ما يكفي لأن يبدأ كل فرد مقصر في هذا الجانب في إصلاح ما لديه من خلل، وإن الأمر لا يحتاج إلا إلى جانب عناية أثق أنه لا يستغرق من الوقت، والأدوات ما يقضيه البعض من الاستعداد لمناسبة أو مقابلة شخص ما.
* ثم يأتي بعد كل ذلك دور وجود لائحة ترعى (حرمة) المساجد، وترتقي بصفوف المصلين إلى حيث تلك الصورة التي تتناسب، وأهميتها، وما تمثله من دور في اختفاء كل تلك المظاهر السلبية، التي وصلت إلى ذلك الحد الذي أذهب الروحانية، والخشوع، وآذى المصلين والملائكة، فهل من وقفة ترفع ذلك (الأذى)، وتحقق كل أبعاد الجمال والسمو في: (خذوا زينتكم) أرجو ذلك.. وعلمي وسلامتكم.