في حفل افتتاح بطولة الخليج المُقامة حالياً في العراق، وأمام مسمع ومرأى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، حصلت مشادّة بالأيدي في قاعة كبار الشخصيات بملعب الحفل!. وبسبب سوء التنظيم والازدحام الشديد لم يتمكّن ممثّل أمير الكويت من دخول الحفل، وكاد المنتخب الكويتي ينسحب من البطولة احتجاجاً على ذلك لولا مراعاة الأخوّة الخليجية!.
وسُرِقَ أحد أعضاء البعثة الكويتية قُبيْل دخوله للملعب من لصٍّ ماهرٍ قَطَعَ قماش جيب عضو البعثة بمُوسى حادّة كي تصل يده لمحفظته بسهولة، ويهنأ بما فيها من مال.
ورغم هذه السلبيات إلّا أنّني متعاطف مع العراقيين، فالقوم قد حُرِمُوا من تنظيم البطولات في أرضهم لمُدّة 43 سنة متتالية بسبب الحروب التي نُكِبُوا بها وتوغّل الفُرس الإيرانيين في بلادهم، وجلبهم للطائفية وأسباب الدمار لبلاد الرافدين، والعراقيون الآن في حالة وجدانية مضطربة هي خليط من فرح ولهفة بالتنظيم وحرص (حياتي أو موتي) على كسب البطولة، ممّا قد يتسبّب بسوء تنظيم وعدم ضبط للزحام الشديد، ومشكلات أخرى مستقبلية قد تحدث لا قدّر الله.
وأنا شخصياً، لا أتذكّر بطولة خليجية قد مرّت دون مشكلات، وليس هنا المجال لذكرها، وانسحبت بسببها بعض دول الخليج من البطولة، ثمّ عادت بالشفاعة الحسنة وحبّ الخشوم كعادة الخليجيين الأشقّاء!.
ورغم أنّها كانت سبباً لتطوير كرة القدم في دول الخليج، إلّا أنّها بطولة غير معترف بها دولياً إلّا تحت مُسمّى الوُديّة، وأصبحت تُشكّل عبئاً على اتحادات كرة القدم الخليجية، وتُرهِق برامجها وتُؤثّر سلبياً على خططها للبطولات القاريّة والعالمية، الأمر الذي أكرّر فيه اقتراح إلغائها للأبد، والباب الذي تأتيك منه الريح أغلقه بالضبّة واستريح، ولتُركّز دول الخليج على البطولات الآسيوية بمختلف الأعمار، بعيداً عن التشنّج وصراع أفراد البيت الواحد على أمرٍ ليس ذي بال.