* إن الحديث عن القامة الأدبية، وسفير الحرف القدير، رئيس النادي الأدبي في الباحة الأستاذ القدير حسن بن محمد الزهراني، يستحضر مسيرة أديب، شقَّ طريقه بهدوء الصانع الحاذق، وثبات العارف الواثق، الذي يمضي (استحقاقاً) إلى حيث أن تحتفي به المنابر، وتزدهي بمروره الأماكن، وتُشع عبر حرفه صور من الجمال الأخَّاذ لكلمة هي له صنعة، وهو لها ماركة إبداع مسجلة.
* هكذا قرأت مسيرة بحتري الباحة، اللقب الذي جاء به من هناك، من رأى في تجربته الشعرية قالب أصالة، وعمق صورة، وثقل حرف (يستحق) أن ينفرد بما لم يسبقه إليه أحد، فكان هذا اللقب تتويجًا مبكرًا، ووسامًا مستحقاً، منذ ما يزيد عن عشرين عامًا، فكيف به اليوم، وهو يتبوَّأُ مكانة أدبية رفيعة، واسماً لامعًا، دليله (حرف) ذهبي يتقدم عمرًا، ويزداد ألقًا، وبريقًا.
* ومع كل ذلك الترقي في مدارج العلو، بقي هو (حسن) الإنسان، المجمع على دماثة خلقه، وجميل تواضعه، وقربه من الجميع محبة، وصدق مودة، وموضع إشادة، تأتي إليه محلقةً في فضاء فسيح من حضور (أديب)، يتمثل رسالته كأجمل ما يكون، فلا عجب من أن تعود إليه ثناءً وتقديرًا، وإشادة تنزله منزلة (يستحقها)، ويأتي الإجماع على أنه أهل لها.
* أقول ذلك، وأنا أتأمل كل تلك المشاعر التي (هطلت) فرحًا وإشادةً بامتداد الوطن، مع إعلان خبر اختيار الأستاذ حسن بن محمد الزهراني (بحتري الباحة) شخصية مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته 19 للعام 2023، وهو اختيار -وإن تأخر- إلا أنه يمثل وصولاً مستحقًا لشاعر قدير، صدق مع (حرفه)، فصدق حرفه معه، فكان موعد لقاء الوفاء بينهما هناك حيث (التكريم) في (كرنفال) بامتداد رقعة الشعر العربي، الذي هو ميدان سبقٍ، تجلى فيه حرف (حسن) بجمال ألقه، وحسنه، منذ تلك البدايات (الصدق)، التي كانت تبشر بما هو عليه اليوم من (حضور).
* وفي ذلك درس ملهم لكل صاحب عطاء، يثبت فيه الأستاذ حسن -من خلال هذا الوصول كشخصية لهذا المهرجان الكبير- أن العطاء يجب أن يقترن بالصدق والصبر والإخلاص، وأن محطات الوصول بقدر ما تمثله من ترقٍّ؛ فإنها عند (الواثق) من صنعته ليست أكثر من عبور نحو المزيد من كبير(التواضع)، وتواضع (الكبار).. تأملوا بحتري الباحة هنا، مع إكليل من (التهنئة).. وعلمي وسلامتكم.
الشاعرُ الحقُّ من صحّت نواياهُ
وبثتِ الحبَّ، والإحسانُ كفَّاهُ
ترى مُحيَّاهُ حياً في قصائدهِ
وتقرأُ الشّعرَ عذباً في محياهُ