المقولة العلمية تقول (إن المقدمات تدل على النتائج) واللافت للانتباه أن كل المقدمات أو المؤشرات التي نعيشها ونلمسها في هذه المرحلة الزمنية تقول: إن المملكة العربية السعودية تعيش نهضة حضارية عظيمة متسارعة الخطوات في مختلف المناحي الحياتية جعلتها حديث العالم وخاصة بعد اتخاذ القيادة -رعاها الله- للكثير من الخطوات السياسية الشجاعة التي قامت بها في مجال التحالفات والبناء الحضاري ضمن مكونات خطتنا الطموحة 2030 والتي بدأت تفرز الكثير من المنجزات الحضارية الرائعة، ولاشك بأن كل تلك المقدمات المبشرة والعظيمة تقول: إن المملكة ستتولى دور الريادة الإقليمية وضمن دول الريادة العالمية في ظل ما تقوم به قيادتنا الرشيدة من أدوار عالمية لافته غيرت الكثير من المفاهيم التي كانت معروفة حيث جعلت بلادنا الحبيبة تتسارع في نموها، ولعل هذا يتوافق تمامًا مع التعريف الذي أورده الفليسوف الاجتماعي ابن خلدون في مقدمته عن الدولة حيث مثلها بالكائن الحي الذي له طبيعته الخاصة به ويحكمه وحدة سياسية واجتماعية ولا يمكن أن تقوم الحضارة إلا بها ثم يذكر أن الدولة تستمر في النمو والتقدم والتحضر والاتساع بقدر ما تكون قائمة على تعاليم كتاب الله وعلى الوحدة الوطنية التي تجمع كل أطيافها دون عصبية أو مذهبية أو طائفية فوجود مثل هذه الأمور سواء كانت مجتمعة أو منفردة تتحول إلى معاول هدم تسارع بتقويض الدولة.
وبإسقاط ذلك على واقع الحال الذي تعيشه بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية من سياسة حكيمة رزينة وضعتها قيادات ملهمة حكيمة تدرك آفاق المستقبل وتستشرف معطياته تلك السياسة التي تقوم على تعزيز التكاتف والترابط تحكمه اللحمة الوطنية والترابط المجتمعي وتحرص على ترابطه وبناء أفراده فكرياً وجسدياً بما يتوافق مع متطلبات المستقبل وما تقوم به من قمع وتفكيك للطائفية والمذهبية والعصبية التي تعد معاول هدم، أدى كل ذلك إلى النمو المتسارع لمكانة المملكة وقيمتها العالمية بما حباها الله تعالى من قيادات حكيمة وثروات عظيمة جعلتها ضمن دول العشرين الأكثر اقتصاداً في العالم، ولاشك بأن التحولات التي يعيشها العالم قد ساهمت في تعزيز هذه المكانة حيث كانت فرصة سانحة للمملكة كي تضع بصمتها وتحدث الكثير من القرارات المحورية في طريق المستقبل، لذا نستطيع القول: إن الغد القريب سنكون أكثرَ قيمةً ومكانةً وتأثيراً وحضارةً وإن غداً لناظره قريب.. والله من وراء القصد.