على الضفة الأخرى من (نهر حياة) الطبقة الكادحة، العاملة بالقطاع الخاص، توجد مساحة خضراء من الحقوق الوظيفية أشبه ما تكون بـ(ربيع جدة)، الذي لم يكن ينقصه ليطفو على السطح غير زخات من أمطار الخير والبركة، ليضفي الكثير من الفرح والنشوة بنفوس الضعفاء، وهم يكتشفون فجأة تلك المنتجعات الطبيعية التي تعد متنفساً سياحياً لهم ولأسرهم دون أي جهد أو تكلفة!!
كل ما يعرفه الناس البسطاء عن أنظمة ولوائح العمل (مثلاً) لا تتعدى قلة الفرص الوظيفية، عدم تشجيع الكوادر الوطنية، المواد سيئة السمعة التي تستخدم لقطع أرزاقهم من قبل النفوس الحاقدة والمريضة، لذلك سأضع بين أيديكم أهم معالم (ربيع الحقوق الغائبة) التي يمكنكم زيارتها للنزهة والاستجمام أو للدفاع عن حقوقكم الوظيفية..
من الحقوق الغائبة: على كل صاحب عمل إعداد عماله السعوديين، وتحسين مستواهم في الأعمال الفنية والإدارية والمهنية وغيرها، بهدف إحلالهم تدريجيًّا بالأعمال التي يقوم بها غير السعوديين، ومنها أيضاً؛ إذا انتقلت ملكية المنشأة لمالك جديد، أو طرأ تغيير على شكلها النظامي بالدمج أو التجزئة أو غير ذلك، تبقى عقود العمل نافذة في الحالين، وتعد الخدمة مستمرة.
ومن الحقوق الغائبة: إذا حضر العامل أو استعد لأداء عمله في الوقت المحدد لذلك، ولم يمنعه إلا سبب راجع لصاحب العمل؛ كان له الحق بأجر المدة التي لا يؤدي فيها العمل، ومنها كذلك: إذا أصيب أي عامل إصابة عمل نتج عنها نقص في قدراته المعتادة لا يمنعه من أداء عمل آخر غير عمله السابق، فإن على صاحب العمل الذي وقعت إصابة العامل بسبب العمل لديه توظيفه في العمل المناسب بالأجر المحدد لهذا العمل، ولا يخل هذا بما يستحقه من تعويض عن إصابته.
ومن الحقوق الغائبة: تضع المنشأة سلماً وظيفياً لوظائفها تحدد فيه عدد ومسميات الوظائف -وفقًا لما جاء في دليل التصنيف والتوصيف المهني السعودي- ودرجة كل وظيفة، وشروط شغلها، وبداية أجرها فيه، ومنها أيضاً؛ "يكون العامل مؤهلًا لاستحقاق العلاوة متى حصل في تقريره الدوري على مستوى متوسط على الأقل في النموذج الذي تضعه المنشأة، وذلك بعد مضي سنة كاملة من تاريخ التحاقه بالعمل، أو من تاريخ حصوله على العلاوة السابقة".
ومن الحقوق الغائبة: لا يجوز توقيع جزاء تأديبي على العامل لأمر ارتكبه خارج مكان العمل ما لم يكن متصلًا بالعمل أو بصاحبه أو مديره المسؤول، ومنها كذلك: لا يجوز لصاحب العمل إنهاء خدمة العامل بسبب المرض، قبل استنفاذه المدد المحددة للإجازة المنصوص عليها في هذا النظام.
ومنها أيضاً: يستحق العامل مكافأة نهاية الخدمة كاملة في حالة ترك العمل نتيجة لقوة قاهرة، وتستحقها العاملة إذا أنهت العقد خلال ستة أشهر من تاريخ عقد زواجها أو ثلاثة أشهر من تاريخ وضعها.
إن عدم معرفة غالبية الناس الضعفاء لمعالم (ربيع الحقوق الغائبة) سواء بنظام العمل أو غيره، قد يعود للمزاجية أو الظلم الجائر الذي يتجرعونه من القائمين على تطبيق تلك الأنظمة، حتى مُنع (القطر) عنهم، وقد يعود لعدم تكبدهم عناء استكشاف المواد المثمرة القابعة بأطراف مدن الأنظمة الرئيسية وأرياف اللوائح التنفيذية والتنظيمية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
