سُئِلَ يتيم متى يبكي ومتى يبتسم؟، فأجاب: أبكي من خشية الله أولاً، ثم على فراق أمي ثانياً، لأنها كانت لي بمثابة الأب والأم!، ودائم الابتسام عندما أرى أهل الخير يتنافسون في كفالة الأيتام، والإحسان إليهم.
****
عندما تأكَّد أحد الأبناء أن والده (المسن) قد أصيب بمرض ألزمه الفراش، وأبعده عنه، ولا يوجد مَن يقوم على شؤونه الخدمية، قرر أن يتقاعد مبكراً، والتفرغ لرعايته وخدمته، ما دام على قيد الحياة، رغم أنه متزوج ويعول أطفالاً، ويُمثِّل هذا الابن في تصرفه النادر أعلى درجات البر بالوالدين، فهنيئاً له وللأبناء البارين بوالديهم.
****
استمر جاراً له بالجنب عدة سنوات تجلَّت بحسن الجيرة وأنبلها، كانا كالأخوة الأشقاء في الحضور والغياب، إلاّ أن تكاثر أعداد أفراد أسرة أحدهم، جعله يبيع داره واستبدالها ببيتٍ آخر تكون أكثر اتساعاً لهم، ولأنه كان محبوباً ووفياً لدى جيرانه، فقد حزن على رحيله وبعده عنهم حزناً شديداً، وحاول إقناعه بالبقاء، لكن ظرفه حتَّم عليه ذلك، ودعمه في نقل أثاثه إلى مسكنه الجديد، وظل متابعاً له حتى استقر، واستمر التواصل بينهما جارياً.
إنه الوفاء بأجلى صوره في تحقيق مستهدفات حسن الجوار، كما صورها الحديث النبوي الشريف (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، وهنيئاً لكل من قدر المعاني السامية للجيرة وحقق أهدافها ومراميها، وكان عند حسن ظن جيرانه، خلقاً وتعاملاً وإنسانية.
****
قال المسن، وعمره يفوق (60) عاماً، وهو يؤدي امتحان الثانوية العامة لمراقب صالة الامتحان: لا تستغرب يا بني كِبَر سنِّي، فطلب العلم فريضة، ومسيرته من المهد إلى اللحد، وأزيدك من الشعر (بيتاً): إن أصغر أبنائي يؤدي الامتحان معي في هذه الصالة!! قال له المراقب: أنا لا أستغرب يا أبتي ذلك، ولكنني أُكبر فيك هذه الروح العالية، والتي لا تنحصر في شخص دون آخر، فالكل فيها سواسية.
****
قال أحد الآباء لابنه: اسمع يا بني قول أحد الحكماء، وخذ منه عبرة وفائدة: (لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام تفكّر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت، وقلب الأحمق من وراء لسانه، فإذا أراد أن يقول قال، فإن كان له سكت، وإن كان عليه قال).